في خضم الأزمة السياسية والإقتصادية التي يعاني منها لبنان، دعا المطران الياس عودة، متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس، إلى انتخاب رئيس للبلاد كخطوة ضرورية لتجاوز الأزمة. في عظته خلال القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، قارن عودة بين الوضع الحالي في لبنان وتجربة اليونان مع الأزمة الإقتصادية، مؤكداً أن سرعة تخطي اليونان للأزمة تمثل نموذجاً يُحتذى به.


ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين.

وبعد الإنجيل ألقى عظة، دعا فيها إلى انتخاب رئيس للبلاد لتجاوز الأزمة السياسية والإقتصادية التي يرزح لبنان تحت وطأتها.

تقدم عودة من دولة اليونان الممثلة بسعادة السفيرة اليونانية إلى لبنان السيدة ذسبينا بمناسبة العيد الوطني، طالبين إلى الرب أن يحفظ اليونان وكنيستها في استقامة الرأي، ويحميها من هجمات الشرير.

وتمنى عودة أن نجتاز الإنهيار الإقتصادي الذي أصاب لبنان منذ سنوات، وقد مرت بمثله اليونان لكنها تخطته بسرعة بسبب إرادة حكامها على ابتكار الحلول المناسبة، ودعم الشعب الذي تحمل التقشف لمدة قصيرة فتجاوز مع حكامه الأزمة، فيما نحن ما زلنا نرزح تحت وطأة انهيار سياسي واقتصادي وأخلاقي بسبب انعدام إرادة الإصلاح، والتلكؤ في انتخاب رئيس للبلاد يقود مع حكومته مسيرة الإنقاذ. وأكد أن إعادة تكوين السلطات الدستورية وبناء المؤسسات هما المدخل الضروري لأية عملية إنقاذية.

وتساءل "كيف تصل سفينة إلى الميناء الأمين في غياب ربان؟ وكيف تدار دولة بلا رئيس؟ الكل يدعي تسهيل العملية الإنتخابية وينادي بضرورة إتمامها فمن يعرقل إذا؟ وإذا كان جميع النواب مقتنعين بذلك فلم لا يذهبون إلى المجلس النيابي وينتخبون رئيسا بحسب مقتضى الدستور، دون شروط وشروط مقابلة، ودون تفسير لمواد الدستور أو تأويل بحسب المصالح. فنحن لسنا بحاجة إلى أعراف جديدة".

ودعا إلى تطبيق الدستور، وعدم السماح لأحد بعبث بمصير البلد، وتقويض أساسات ديمقراطيته. وأشار إلى أن لبنان شهد في ظل هذا الدستور فترات ازدهار وتألق قادها رجالات دولة كبار، احترموا دستور بلدهم وطبقوا أحكامه. وشدد على أن انتخاب رئيس للبلاد ليس حاجة مسيحية بل وطنية، وأن الرئيس ليس رئيس المسيحيين بل رئيس البلاد، ومن واجب كافة الكتل النيابية المشاركة في انتخابه.

ودعا في ختام عظته إلى تصفية القلوب والنيات، والعمل جميعنا من أجل خير بلدنا وسلامته، والإيمان بابن الله المتأنس من أجل خلاصنا.


المصدر : Transparency News