لا يزال الجمود يسيطر على الملف الرئاسي اللبناني، وسط غياب أي تحرك فعلي من قبل الموفد الفرنسي جان-إيف لودريان، أو أي جديد من جانب الدول العربية والدولية.


وفي هذا السياق، اعتبر مصدر لبناني واسع الاطلاع أن ملف الاستحقاق الرئاسي اللبناني لا يزال يدور في حلقة مفرغة بين ثلاث مبادرات:

1. مبادرة اللجنة الخماسية العربية والدولية التي تُركز هذه المبادرة على طرح المواصفات المطلوبة للرئيس، مع البرنامج الإصلاحي لإخراج لبنان من أزماته الاقتصادية والمالية والسياسية.

2. المبادرة القطرية التي تميزت هذه المبادرة بنشاط الموفد القطري "أبو فهد" الذي تحول إلى مقيم في لبنان، والتقى بعيداً عن الأضواء كل الفرقاء والقيادات اللبنانية مراراً وتكراراً.

وبعد طرح سلة من الأسماء، سقط الاسم تلو الآخر، وانتهت جهود "أبو فهد" إلى إعلام الفرقاء بأن الدوحة لا تتمسك بأي مرشح إنما جاهزة لدعم أي اسم يحصل حوله تقاطع لبناني.

3. مبادرة كتلة الاعتدال الوطني حيث أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أنه أول من شجع هذه المبادرة وطرح فكرتها، إلا أن الفرقاء تعاطوا معها بحذر وبغضهم بريبة.

وتم طرح أسئلة حول من دفع الاعتدال إلى طرح المبادرة؟ وهل وظيفتها إيجاد شرخ بين الثنائي الشيعي والمرشح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية؟

وتعاني هذه المبادرة من عقدة أساسية تتمثل في عدم جهوزية الثنائي الشيعي للحديث بالخيار الرئاسي الثالث، وهو السبب الجوهري في تأخر حزب الله الرد على المبادرة منذ اجتماع وفد التكتل برئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد.

وبين هذه المبادرات الثلاثة، غاب الموفد الرئاسي الفرنسي جان - ايف لودريان عن الأضواء، باستثناء الاتصال الهاتفي اليتيم الذي أجراه بالرئيس بري.

وتبين أن لودريان أراد من خلال هذا الاتصال استطلاع الجديد الرئاسي، مما يدلل على أنه لا جديد لديه لكي يتحرك من جديد باتجاه لبنان.

وقد ردد لودريان جملة مبهمة على مسامع بري وهي أنه لا يزال يستطلع آراء أعضاء الخماسية حول أفكار جديدة ليزور بعدها لبنان ويطرح ما سيتم التوصل إليه على الفرقاء.

وبالتالي، فإن لودريان ينتظر جديد الخماسية، والأكيد أنها لم تنتقل من مربع المواصفات إلى مربع طرح أسماء المرشحين للرئاسة.

يبدو أن ملف الاستحقاق الرئاسي اللبناني لا يزال بعيداً عن الحل، وأن المبادرات المطروحة لا تزال تدور في حلقة مفرغة.

ويبقى السؤال: متى سيُحسم هذا الملف؟ وهل سيُنتخب رئيس جديد للبنان قبل فوات الأوان؟


المصدر : وكالات