في مشهدٍ يتسم بالتصعيد المستمر والمتبادل بين إسرائيل والجماعات الفلسطينية وحزب الله، تتجلى الديناميكيات السياسية والعسكرية في المنطقة بشكل واضح. تحمل الأحداث الأخيرة، بما في ذلك الهجمات الإسرائيلية على مواقع دبلوماسية وميليشيات إيرانية في دمشق، والردود على هذه الاعتداءات من قبل الفلسطينيين في غزة وحزب الله في لبنان، إشاراتٍ واضحة عن تفاقم التوترات الإقليمية. وسط هذا السيناريو، تتزايد الضغوط على القادة الإسرائيليين وتنامي التساؤلات حول احتمال تصعيد النزاع وتداعياته المحتملة على الساحة الداخلية والإقليمية.


لا تزال الميدان هو الساحة الرئيسية لاتخاذ القرارات، حيث يتواصل التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين وحزب الله. في غياب أي تقدم في مفاوضات الهدنة بشأن غزة، قامت إسرائيل بزيادة الضغط عبر استهداف مقر دبلوماسي إيراني في دمشق وقتل 7 قياديين من الحرس الثوري الإيراني.

هذا التصعيد يمكن أن يفتح الباب أمام رد فعل من جانب الفلسطينيين وحزب الله، مما دفع الكيان الإسرائيلي إلى رفع مستوى التأهب في مقار دبلوماسيتها في العالم خوفًا من رد فعل محتمل.

على الرغم من الحديث عن استعداد إسرائيل لاستئناف المفاوضات مع حماس بوساطة ثلاثية، إلا أنها في الوقت نفسه تواصلت في شن هجماتها على الفلسطينيين في غزة ورفح. كما شنت غارات على مواقع لحزب الله في جنوب لبنان، مما دفع الأخير إلى الرد بالمثل.

يبدو أن إسرائيل تتجه نحو استراتيجية حرب طويلة الأمد مع حماس وحزب الله، مما قد يستغرق شهورًا. ومع تصاعد الضغوط الداخلية على نتنياهو، فإن الموافقة على وقف إطلاق النار قبل تحقيق أهدافه المحددة قد تعرضه لمزيد من الانتقادات وربما حتى لاستقالة الحكومة.


المصدر : Transparency News