يروي أحد المقاتلين عن معركة كبرى من المعارك اللبنانية إبان الحرب، تم إحباطها من خلال إرسال فرقة كوماندوس خلف خطوط العدو، حيث تم رصد قائد الفرقة الهجومية ونائبه وأعلى رتبة بعدهما، وتم اغتيال الثلاثة وكسر الحلقة القيادية، وبالتالي توقف الهجوم قبل بدايته، وذلك بأقل الخسائر البشرية الممكنة من الطرفين ومن المدنيين.


هذه الرواية المقتضبة أشار إليها أحد المحللين العسكريين للإشارة إلى عمليات الاغتيال التي ترتكبها الآلة العسكرية الإسرائيلية دون حسم مسألة التكتيك الاستباقي، سواء كان هجوميًا أم دفاعيًا، ووضع الإحتمالين في خانة المناصفة. وأكد أن هذه العمليات ساهمت في زعزعة وإرباك وحدة الساحات، وهذا التكتيك الذي لم تتمكن إسرائيل من انتهاجه في حرب غزة بسبب الظروف التي فرضت الحرب هناك، تعتمده في الساحات الأخرى استباقيًا وبحسب توقيتها واحتمالات نجاحها المؤكدة في تصفية بنك الأهداف والذي يضم لائحة طويلة، مما يشير إلى استمرار المسلسل حتى إضعاف القدرتين الهجومية والدفاعية لمنظومة المحور العسكرية ويتيح لإسرائيل الامساك بزمام المبادرة.


وتوقع المحلل أن عدم الرد الإيراني ليس رغبة بل عجزًا بسبب كسر الحلقة القيادية لقوى المحور الإيراني وتراجع القدرة على التنسيق بين الأذرع الإيرانية التي تستخدمها طهران للقيام بالمهام "القذرة" التي لا تريد تلطيخ يديها بها، مما يفتح المجال لها لنفي المسؤولية عنها ويرفع الرد المحتمل عن أراضيها ويحصره في ساحات لبنان وسوريا والعراق واليمن.


المصدر : Transparency News