في أعقاب عملية دمشق، تكون إسرائيل قد اغتالت معظم الرعيل الأوّل في الحرس الثوري، هذا الجيل المسؤول عن تأسيس حزب الله، يواجه الحزب تحدّيات جسيمة تؤثّر بشكل كبير على استقراره وعلاقاته. ترتبط هذه الأحداث بتغيّرات في النظام الإيراني و تأثيرها العميق على ديناميكيات القوّة في المنطقة، ممّا يعكس تحوُّلاً ملحوظاً في الدعم غير المشروط الذي كان يتمتّع به حزب الله سابقاً.


اغتيال الرعيل الأوّل المؤسّس للحزب الإيراني - اللبناني يمثّل ضربة قويّة لقوّة حزب الله وموقعه في المنطقة. تلك الأحداث تؤثّر سلباً على القدرة العسكريّة للحزب وتعرّضه لضغوطات كبيرة، بما في ذلك التحوّلات في القيادة وتأثير ذلك على الإمدادات والتسلُّح. كلّ قيادة تمتلك أولويّاتها و طرقها في التعامل مع التحدّيات، والتخلُّص من معظم الجيل الأوّل من القادة ينقل القيادة إلى الجيل الثاني الذي يمتلك منظورًا و فكرًا مختلفين، ممّا قد يؤدّي إلى تصادم في الرؤى بين الحرس الثوري وحزب الله.
بالإضافة إلى ذلك، يواجه حسن نصرالله وقيادة الحزب ضغوطات نفسيّة بالغة نتيجة لفقدان القادة البارزين المقرّبين منهم في الحرس الثوري. تزداد هذه الضغوطات تعقيداً بسبب تحدّيات تولّي قيادات جديدة مسؤوليّة الحزب وعدم القدرة على تقدير مدى تأقلم الشخصيّات الجديدة مع الأهداف الموضوعة ومدى تطابق ذلك مع أهداف حزب الله. بالإضافة إلى ذلك، تُعتبر خسارة العلاقات الشخصيّة المؤثّرة في هذه الحالة ذات أهميّة كبيرة، ممّا يجعل الوضع أكثر تعقيدًا ويضيف للضغوطات التي يواجهها حزب الله و قيادته في هذه الأوقات المصيريّة.
و مع ذلك، يبقى حزب الله قوّة مؤثّرة في المنطقة، و تأثيره لا يزال قائمًا رغم التحدّيات التي يواجهها. يتطلّب هذا الوضع من الحزب التكيُّف مع التغيّرات وإعادة بناء العلاقات بشكل يتناسب مع المتغيّرات التي ستحصل داخل الحرس الثوري و تأثيراتها السياسيّة والأمنيّة في المنطقة.


المصدر : Transparency News