أكدت مصادر أمنية محلية لموقع "تلفزيون سوريا" مقتل القيادي البارز في هيئة تحرير الشام "ميسّر علي الجبوري" الملقّب ب"أبي ماريا القحطاني" بتفجير عبوة ناسفة في ريف إدلب.


وأوضحت المصادر أن القحطاني لقي مصرعه جراء انفجار عبوة ناسفة جرى تفجيرها عن بعد، استهدفت مضافته في بلدة سرمدا في ريف إدلب، مما أدى أيضاً إلى إصابة مرافقه "أبو عمر الديري" مع 4 عناصر آخرين من تحرير الشام.

وكان القحطاني قد اعتقل من قبل هيئة تحرير الشام في شهر آب/أغسطس 2023، بتهمة العمالة لجهات خارجية، قبل أن تطلق سراحه في 8 آذار/مارس، بعد تبرئته من التهمة.

أثار اعتقال القحطاني حينها انقساماً حاداً في صفوف تحرير الشام، حيث يتمتع بدعم كبير من تيار داخل الهيئة، مما أدى إلى انشقاق عدد من المؤيدين له، كان أبرزهم "أبو أحمد زكور"، رفيق درب زعيمها "أبو محمد الجولاني".

وفي المقابل، اعتبر سلفيون مناهضون للهيئة أن الإفراج عنه جاء للتغطية على التظاهرات الشعبية المطالبة بإسقاط الجولاني في عدد من مناطق سيطرة الهيئة لا سيما إدلب، مؤكدين أن القحطاني اعترف خلال التحقيقات بالتهم المنسوبة إليه بالتعامل مع التحالف الدولي والمخابرات الأميركية.

وعقب اعتقاله، شكلت الهيئة لجنة تحقيق خاصة لمساءلة القحطاني، بحسب بيان رسمي صدر آنذاك، قالت فيه الهيئة إن "القحطاني أخطأ في إدارة تواصلاته من دون اعتبار لحساسية موقعه أو ضرورة الاستئذان وإيضاح المقصود من هذا التواصل"، في إشارة إلى تواصله مع التحالف الدولي.

وكان القحطاني قد عمل طوال أشهر سبقت اعتقاله، على تكثيف التواصل مع قيادات ضمن الجيش الوطني السوري، وقادة سابقين في حركة أحرار الشام، وجميع الأطراف الناقمة على الهيئة، وحاول إقناعهم بفتح صفحة جديدة والتنسيق المشترك.

يُتوقع أن يكون لمقتل القحطاني تداعيات واسعة على هيئة تحرير الشام، خاصةً مع الانقسامات الحادة التي أثارها اعتقاله والإفراج عنه.

من ناحية، قد يُسهم مقتله في تخفيف حدة التوتر داخل الهيئة، خاصةً مع تخلص الجولاني من خصم قوي داخلها.

من ناحية أخرى، قد يُثير مقتله موجة جديدة من الاحتجاجات ضد الجولاني، خاصةً من قبل أنصار القحطاني الذين يتهمونه بالمسؤولية عن مقتله.

يُضاف إلى ذلك، قد يُؤدي مقتل القحطاني إلى تفاقم التوتر بين هيئة تحرير الشام والجيش الوطني السوري، خاصةً مع اتهامات بعض الفصائل في الجيش الوطني للهيئة بالوقوف وراء اغتياله.

لا شكّ أن مقتل القحطاني يُمثل حدثاً هاماً في مسار هيئة تحرير الشام، وسيكون له تداعيات كبيرة على مستقبلها، سواء على صعيد التنظيم الداخلي أو علاقاتها مع الفصائل الأخرى في الشمال السوري.


المصدر : وكالات