تعتبر الطفولة فترة حيوية في حياة أي مجتمع، ولكن في فلسطين، تتعرض الطفولة الفلسطينية لتحديات هائلة تفوق الوصف، حيث تعيش في ظل الاحتلال الإسرائيلي والصراع المستمر، ما يجعلها عرضة للخطر والمأساة. يسلط هذا التقرير الضوء على واقع الأطفال الفلسطينيين، من خلال تقديم أرقام وإحصائيات تكشف عن حجم الألم والمعاناة التي يتعرضون لها يومياً، وتبرز الحاجة الملحة للمساعدة والدعم لإنقاذهم من هذه الظروف الصعبة.


نشر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني معطيات مفصلة حول الوضع المأساوي الذي يواجهه الطفل الفلسطيني، حيث كشف التقرير الصادر أن إسرائيل تتسبب في مأساة إنسانية تطال الأبرياء، حيث يقتل حوالي 4 أطفال فلسطينيين كل ساعة في قطاع غزة، وأن أكثر من 43 طفلاً يعيشون دون والديهم أو دون أحدهم.

وأوضح التقرير أن عدد الأطفال في فلسطين يفوق المليوني طفل، يمثلون نسبة 43 في المائة من إجمالي سكان البلاد، حيث يتوزع 41 في المائة منهم على الضفة الغربية و47 في المائة على قطاع غزة.

وبالتحليل المفصل، كشف التقرير أن حوالي 14 ألف طفل قد قتلوا في قطاع غزة، وأن 70 في المائة من المفقودين في القطاع هم نساء وأطفال، بالإضافة إلى وجود 117 قتيلاً من الأطفال في الضفة الغربية.

ومن بين الأرقام الصادمة التي أوردها التقرير، أن 724 طفلاً جرحوا منذ بداية الحرب، وتم تهجير 710 آخرين في الضفة الغربية. ويُضيف التقرير أن هناك 204 طفلاً مسجونين في السجون الإسرائيلية.

علاوة على ذلك، أشار التقرير إلى تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة التي تفيد بأن حوالي 17 ألف طفل في غزة أصبحوا يتامى منذ بداية الحرب، مع تسجيل وفاة 28 طفلاً بسبب سوء التغذية والجفاف.

وفيما يتعلق بالجوانب الصحية والنفسية، تشير المعطيات إلى تضاعف معدلات سوء التغذية والهزال الشديد بين الأطفال في قطاع غزة، مما يجعل حوالي 816 ألف طفل بحاجة ماسة للمساعدة النفسية.

بالإضافة إلى ذلك، يؤكد التقرير أن الحرب تترك آثاراً عميقة على نفسية الأطفال، تتضمن الخوف والقلق والصدمة النفسية، مما يزيد من حاجتهم إلى الدعم النفسي والعاطفي للتعافي من تلك التجارب المؤلمة.

وختامًا، يعكس التقرير حجم الكارثة الإنسانية التي يمر بها الأطفال الفلسطينيون، ويدعو إلى توفير الدعم والمساعدة الضرورية لهم لتخطي هذه الأزمة الإنسانية.


المصدر : Transparency News