ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين. وفي عظته، ركز المطران عودة على رمزية الصليب، معتبرا أنه "رمز للحياة والخلاص" في زمن يواجه فيه لبنان تحديات كبيرة.


ودعا المؤمنين إلى "السير وراء المسيح واتباعه حاملين الصليب، لأن من أراد أن يخلص نفسه يهلكها ومن أهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يخلصها".

وتطرق المطران عودة إلى التحديات اليومية التي يعيشها المؤمن، مثل "المغريات والملذات، إضافة إلى الضيقات والصعوبات المعيشية والحياتية". ودعا إلى "حمل كل آلامنا بصبر وطول أناة، ناظرين بإيمان وثقة كبيرين إلى الذي جبلنا بيديه".

وأشار المطران عودة إلى أن "الصليب يرتفع في وسط الكنيسة ليذكرنا بأن الرب به غلب العالم". ودعا المؤمنين إلى "الثقة والرجاء بالله، لأن من دونهما يفقد الإنسان كل قوة، كأنه يحمل أثقال الجبال على كتفيه".

وانتقد المطران عودة بشدة مسؤولين لا يفرقهم شيء عن القادة الذين حكموا على المسيح بالصلب ظلما وافتراء. ودعا إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتطبيق الدستور. وقال: "شعبنا يفهم تماما معنى الصليب، لأنه يحمله منذ عقود، بسبب مسؤولين لا يفرقهم شيء عن القادة الذين حكموا على المسيح بالصلب ظلما وافتراء، خوفا من خسارة منصب. فكما غسل بيلاطس يديه وتبرأ من جريمته، هكذا يفعل قادة هذا البلد الذي أمعن به قادته فسادا واستغلالا وإجراما، وما كان منهم إلا أن غسلوا أيديهم من كل ما حل بالبلد لأن المسؤولية بالنسبة لهم كرسي ومجد أرضي فيما هي خدمة محبة ودفاع عن الحق والعدل والحرية والقانون، وبذل ذات من أجل الذين وضعوا تحت مسؤوليتهم. مؤسف جدا ومضر أن يبقى لبنان بلا رئيس لما يقارب السنتين، ومؤسف أكثر أن النواب، ممثلي الشعب، لا يبذلون الجهد الكافي من أجل تطبيق الدستور وانتخاب رئيس. لكن الموجع أن الدولة سائبة والإدارات معطلة وبعض المراكز شاغر والسادة الوزراء يستنسبون التعيينات ولو مخالفة للقوانين والأعراف. يستميتون للوصول إلى المركز وعند وصولهم يصبحون المحور عوض جعل المواطن وحقوقه محور عملهم. قد يتصل بهم متصل ولا يجيبون، وقد يطلب منهم مواطن حقا ولا يستجيبون. وقد يحجبون عن بعض المؤهلين لمركز ما هذا الحق إرضاء لإرادة عليا أو تلبية لمصلحة. ومن يدفع الثمن غالبا ما يكون مواطنا منضبطا لا يستجدي واسطة بل يتكل على كفاءته، أو طائفة تتصرف بروح وطنية بعيدة عن الطائفية والمحاصصة".

وتحدث المطران عودة عن "معاناة المواطن النزيه الضعيف في هذا البلد المقطوع الرأس". وتابع "عدم المساواة بين المواطنين أصبحت القاعدة لأن مكتسبات الأقوى تعلو على حقوق الأضعف".


المصدر : Transparency News