في جنوب لبنان، يعيش الناس تحت ظلال الحرب التي لا تزال تشتد منذ نصف عام، وبينما يقترب موعد العيد، يواجهون صعوبات جسيمة تجعل من فرحة الاحتفالات بعيد الميلاد مسألة مستحيلة.


تزامناً مع اقتراب موعد العيد، يعيش أبناء الجنوب اللبناني أوضاعاً صعبة جراء استمرار الحرب التي تعصف بالمنطقة منذ نصف عام، مما جعل أجواء الفرح والاحتفالات محرومة من معناها الحقيقي. وعلى الرغم من الجهود المبذولة لتخفيف معاناة النازحين الذين ينتظرون دعماً لم يأتِ بعد، إلا أن هيئات الإغاثة تبدي تقاعساً في تقديم الدعم اللازم، مع التركيز على مواجهة الحرب وتقديم المساعدة فيما يبدو "على قطعة". وبالرغم من الدعم الذي قدمه "حزب الله" للنازحين، فإن الحاجة ما زالت ماسة لمزيد من الدعم، مما يجعل فرحة العيد بعيدة المنال لهؤلاء النازحين.

ومع مرور نصف عام على الحرب، يبدو أن الخسائر التي خلفتها الحرب في القرى الجنوبية تشبه تلك التي خلفتها حرب تموز 2006. ففي بلدة عيتا الشعب، تقدر الخسائر بالملايين، حيث تحولت البلدة التي كانت مركزاً تجارياً واقتصادياً مهماً إلى ركام. ويشير المختار ماجد طحيني إلى أن الخسائر ليست محصورة في الأضرار المادية فقط، بل تمتد إلى الاستثمارات المتعددة، مثل قطاع النحل الذي فقد كل شيء بفعل الحرب، حيث كان يعتمد على الأحراج الواسعة التي دمرت بالكامل.

وبمرور الزمن، يزداد الوضع سوءاً، حيث يتفاقم الدمار ويتجلى في كل زيارة تشييع يقوم بها أهالي البلدة. ففي كل مناسبة تشييع، يصبح الدمار واضحاً ومؤلماً أكثر، مما يجعل العودة إلى الحياة الطبيعية أمراً صعباً وبعيد المنال.

وعلى الرغم من هذه التحديات، يحمل الأمل أبناء الجنوب اللبناني، الذين يتمنون أن تنتهي الحرب قريباً، ليعودوا إلى بلداتهم ويعيدوا إحياء أمجادها الماضية.


المصدر : Transparency News