منع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله.. ملفّ يتابعه بايدن مباشرة
10-04-2024 02:45 PM GMT+03:00
تتسبب الأوضاع في لبنان بقلق لدى المسؤولين الأميركيين والإدارة الأميركية الحالية، فمنذ ستة أشهر والأوضاع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية تتصعّد، والأوضاع الداخلية تقارب الشلل الحكومي، وهي أيضاً قابلة للانفجار، واغتيال مسؤول كبير في حزب القوات اللبنانية يثبت مرة أخرى حجم الفلتان في لبنان وحجم الانقسام بين الأطراف.
ما زال الأميركيون يعطون الأولوية لوقف إطلاق النار عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وتبدو واشنطن على طرفي نقيض من حزب الله وإسرائيل.
فحزب الله لا يريد وقفاً لإطلاق النار ما دامت المعارك مستمرة في غزة، وإن حصل وقف لإطلاق النار يريد تحديداً للحدود مع إسرائيل، فيما إسرائيل تريد إبعاد حزب الله عن حدودها والتأكّد من أنه لن يتمكّن من شنّ عملية عابرة للحدود، واحتلال قرى ومستوطنات وخطف مواطنين إسرائيليين، أو قتلهم كما فعلت حماس يوم 7 أكتوبر.
يتحكّم مبدأ عدم التصعيد بالموقف الأميركي، وربما تكون الولايات المتحدة قد نجحت في ضبط القرار الإسرائيلي منذ عدة أشهر، عندما أكدت لحكومة بنيامين نتنياهو أن شن هجوم على حزب الله في لبنان ليس فكرة جيّدة، وبدت المساعي التي يقوم بها الموفد الرئاسي عاموس هوكستين وزياراته إلى لبنان وإسرائيل، ولقاءاته في واشنطن وغيرها محاولة جدّية من قبل الأميركيين للوصول إلى حلّ من دون المرور بحرب.
ملف رئاسي أميركي
المثير للانتباه أن منع التصعيد بين إسرائيل وحزب الله هو ملفّ يتعاطى فيه الرئيس الأميركي جوزيف بايدن مباشرة من خلال عاموس هوكستين، وأثبتت الأشهر والأسابيع الماضية حجم الاهتمام الرئاسي الأميركي من خلال "فصل شبه كامل" لباقي أجنحة الإدارة الأميركية عن هذه المساعي، وانحصرت المساعي في يد الموفد الرئاسي عاموس هوكستين.
بعض المقرّبين من الرئيس الأميركي وموفده يؤكّدون ذلك لدى التحدّث إلى "العربية" و"الحدث"، لكنهم يريدون التأكيد على أن الإدارة تعمل كفريق في ظل الرئيس الأميركي، وفي حين لا يتعاطى فريق وزارة الخارجية على مستوى قسم الشرق الأوسط بتفاصيل المحادثات، يؤكّدون أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن يعمل عن قرب من ضمن الفريق الرئاسي المقرّب من بايدن، وأي إنجازات ممكنة ستكون ملك الرئيس وفريقه.
تقدّم بطيء
تؤكّد مصادر "العربية" و"الحدث" أيضاً أن الأميركيين فككوا الاختلافات بينهم وبين الفرنسيين حول موضوع جنوب لبنان والمطلوب أن يوافق الطرفان المعنيان مباشرة على مطالب الأميركيين.
إدوارد غابرييل رئيس مجموعة العمل من أجل لبنان، شدّد في تصريح لـ"العربية" و"الحدث" على أن الحل الدبلوماسي سيتطلب متابعة للدبلوماسية المكوكية "من جهة يوضح لحزب الله، من خلال الرسميين اللبنانيين، أن إسرائيل لن توقف العمل العسكري الهجومي إلا إذا حصلت على ضمانات من خلال منطقة منزوعة السلاح تضمن الحماية لمواطنيها".
يضيف السفير السابق ورئيس مجموعة العمل من أجل لبنان "أن على هوكستين أن ينصح إسرائيل بأن التصعيد في لبنان هو خط أحمر ولن تقبل به إدارة بايدن".
يفصّل إدوارد غابرييل مقترح هوكستين الأميركي بالقول إن "على الأطراف أن يوافقوا على مقترح هوكستين بوقف الأعمال العدائية، وإقامة منطقة منزوعة السلاح عند الحدود، وزيادة المساعدات للجيش اللبناني بما يساعده على الانتشار عند الحدود، وأن تتمّ متابعة المحادثات حول ترسيم الحدود، وضمان مساعدات أميركية لبنية تحتية مستديمة، ونمو اقتصادي في الجنوب"، واعتبر أن هذه الخطوات المتلاحقة تستطيع أن تكون أساساً لتطبيق القرار الدولي رقم 1701.
حزمة أو مسار
ربما يكون التحدّي الأول في هذا المقترح الأميركي هو النظر إليه كحزمة واحدة، أو كمسار وخارطة طريق، والانطباع الموجود الآن في واشنطن هو أن الأميركيين سيقبلون بأي شيء يحصلون عليه، ويردد أصدقاء عاموس هوكستين لأزمته التي يرددها ويقول: "آخذ ما أحصل عليه".
الخطير في كل ذلك أن الأميركيين يمارسون الضغوط لكنهم لم يتمكنوا من فرض أمر واقع على الطرفين، حتى إن الطرفين يبدوان مصرّين على متابعة خططهم العسكرية والسياسية بصرف النظر عن الموقف الأميركي.
نشاط الخماسية
هذا ينطبق أيضاً على المساعي الأميركية في مجال الانتخابات الرئاسية الأميركية، فالأميركيون يكررون مقولتهم إن على اللبنانيين أن ينتخبوا رئيساً ويشكلوا حكومة لكنهم لم يضعوا دبلوماسيتهم وثقلهم في وضعية تسمح لهم بفرض أمر واقع.
فنائب مساعدة وزير الخارجية لشؤون لبنان وسوريا ايثان غولدرتش زار لبنان، وقال متحدث باسم وزارة الخارجية للعربية والحدث إنه "كرر التشديد على أهمية انتخاب رئيس لمساعدة البلاد في الخروج من الأزمتين الإقليمية والداخلية" .
يعلّق الكثيرون أهمية على عودة الخماسية على مستوى السفراء إلى الاجتماع والنشاط بعد عودة السفراء من إجازاتهم وختام الاحتفالات بعيد الفطر، وقد أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية لـ"العربية" و"الحدث" أنهم سيفعلون ذلك، وقال "إن الخماسية تتابع التنسيق مع الشركاء لدفع الرسميين اللبنانيين لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة وتطبيق إصلاحات اقتصادية ضرورية وفي مقدمتها ما يطلبه برنامج صندوق النقد الدولي".
رئيس مجموعة العمل من أجل لبنان السفير السابق إدوارد غابرييل قال في تصريح للعربية والحدث إنه تمّ إبلاغه أن لدى الخماسية استراتيجية مشتركة لمساعدة الأطراف على التوصل إلى مرشح رئاسي توافقي. وأضاف أن المسألة هي هل "أنهم سيأخذون المبادرة للقيام بجولات مكوكية بين الأطراف لجسر الأفكار والتوصل إلى تفاهم حول أسماء المرشحين الأكثر قبولاً".
لا يبدو أي طرف مستعجلاً للوصول إلى حلّ، وربما ساهم تباعد الأطراف الدوليين بين بعضهم والأطراف اللبنانيين بين بعضهم في فقدان أية اندفاعة، لكن انفجار الأوضاع سيفرض على الجميع العمل رغماً عنهم.