لا تزال حادثة اغتيال باسكال سليمان، مسؤول منطقة جبيل، في حزب "القوات اللبنانية"، تُلقي بظلالها على الساحة اللبنانية، وتثير تساؤلات حول دوافع الجريمة وملابساتها.


 تشير بعض المعطيات إلى أن دوافع الجريمة قد تكون أكثر تعقيداً من مجرد محاولة سرقة. فمنطقة دير القطارة، حيث وقعت الجريمة، لها رمزية خاصة بالنسبة لـ"القوات اللبنانية"، حيث لجأ إليها مؤسس الحزب، سمير جعجع، أواخر السبعينيات. وأيّاً كانت الوقائع والأدلّة والقرائن مسألة يقرأها جعجع رسالة سياسية حتماً: إنّنا قادرون على قطع أيّ رأس قربك، وفي قلب دارك، أو حتى في غرفة نومك. هي أكثر دلالة رمزية ربّما، من إطلاق النار على معراب.
ثمّ هناك رمزية الاغتيال الثانية، إذ يأتي ضمن سلسلة: الياس الحصروني، باسكال سليمان، من التالي؟!
تعود الصورة فوراً إلى ذاكرة جعجع: بداية التسعينيات حين دخل الجيش السوري المناطق كلّها، حيث بدأ يحضّر لسحل كلّ شيء. سقط إيلي ضو في كفرشيما. سقط نديم عبد النور في الأشرفية. اختفى بطرس خوند من سنّ الفيل بعد أقلّ من سنتين وقع الانفجار الكبير. قُطعَ رأس جعجع شخصيّاً.
ماذا لو كان هناك من يخطّط لتكرار المأساة؟!

بأيّ سيناريو عنفيٍّ كان، بجرّه إلى حربٍ مفتعلة مع السوريين، بعد الغدر بشابٍّ في بشرّي، أو باستدراجه إلى فتنة أكثر خبثاً مع حلفائه السُّنّة بسبب نربيش وبركة ثلج في القرنة السوداء، أو بسرقة سيارة، تُحوّلها ردود الفعل المتقابلة إلى ميني بوسطة، عشيّة الذكرى الـ49 على عين الرمّانة، حيث عاش جعجع وعرف وشهد.

وفي الختام، إن الأرقام والوثائق تُثبِت أنّ عملية خطف وقتل باسكال سليمان ليست بدافع السرقة.

 


المصدر : وكالات