شادي الياس


فاجعة على مستوى الوطن. هزّت الوجدان اللبناني بكل طوائفه، فمن يراقب المشهد اللبنانيّ يلاحظ ارتباط الأحداث في بعضها البعض. 
نفس الخطّ السياديّ ونفس الحزب السياديّ، وكل من يتحدث في السيادة الوطنية في لبنان هو عرضة للاغتيال والقتل والغدر. في تاريخ الاغتيالات في لبنان، يتطور مسار التنفيذ، يبدأ في التفجير وإطلاق النار ولا ينتهي بإفتعال حوادث السير ومحاولة سرقة السيارات. هل يجب إسكات الصوت المعارض الحرّ بالقوة من أجل التمادي في تحويل لبنان إلى منصّة إطلاق الرسائل الإقليمية؟ المليشيات المنظمة في لبنان تعتقد أن المسيحيين هم كبعض المسيحيين الذين كانوا في تاريخ الدولة العباسية، وهذا الأداء في الخطاب التحريضي والمزايدات الإعلامية واستباق التحقيقات وعدم احترامها هو خير دليل على هذا الجهل في هوية الشريك في الوطن. يجب تذكيرهم بأن المسيحيين هم من صنعوا تاريخ لبنان ومجده.
في اغتيال باسكال سليمان، والذي لن يكون آخر اغتيال، عَرِف القاتل أنه لا يمكن إسكات صوت الحقّ، ولا يمكن التغلّب على شعب حرّ متمسّك بوطنه بالعيش فيه حتى النهاية. في حادثة اغتيال باسكال، تحوّل باسكال إلى عشرات الآلاف الأشخاص في لحظة. يا لعظمة هذه المسيرة النضالية التي تتضاعف وتعظم في أوقات الشدّة، الحشود الشعبية الممتدة من المستشفى العسكري في بدارو إلى جبيل وعمشيت على طول الخط الساحلي في مرافقة الجثمان هي أوضح دليل على تمسّك الشعب المسيحي بقضيته وبلبنان، حتى تندحر كل القوى المهيمنة على هذا الوطن. في مشهد الطرقات الحاشدة ومشهد الجنازة الجماهيري، سيكون الجواب الواضح للقاتل، الذي يتوقع النيل من عزيمة وإرادة حزب القوات. سيعرف الجواب بكل وضوح أنه لا قتل ولا تهويل وترهيب قادر على التأثير والحدّ من عزيمة الإرادة لدى الشعب اللبناني والقوات اللبنانية. وسيحصل هذا القاتل على المزيد والمزيد من المقاومة، المقاومة، المقاومة حتى النهاية، نهاية قيامة لبنان.
حزب القوات اللبنانية ومسيرة نضاله من أجل الحرية في لبنان وأعداد الشهداء الذي قدمه وسيقدمه في المستقبل لمصلحة لبنان ومن أجل قيامه من جديد، وكل مسؤول ومناضل في هذا الحزب يعرف تماماً أنه مشروع شهيد منذ انتسابه لهذا الحزب، ليس لأننا نحب الموت بل لأننا نحبّ لبنان بتعدّديته إلى هذا الحدّ، ولن نساوم يوماً أو تضعُف عزيمتنا حتى الوصول إلى هدفنا الوطنيّ.
المجرمون في هذه البلاد السائبة سيتم توقيفهم وسيوضعون في السجون وسيحاكمون، وستعلق مشانقهم، وسيتحقق لبنان الذي نحلم به يوماً ما، لبنان الحرية والسيادة والاستقلال. ولن يكون لصغار النفوس ويد الغدر والمجرمون وتجار المخدرات والقتلة وعملاء الخارج مكان يختبئون فيه.
نعم، صوت القوات اللبنانية وصوت البطريركية المارونية والمواقف الوطنية هو صوت الحقّ من أجل مستقبل لبنان وقيامته.


المصدر : Transparency News