مع انطلاق أول محاكمة جنائية لرئيس سابق في تاريخ الولايات المتحدة، يتجه الأضواء إلى مدينة نيويورك، حيث ستكون البداية لمواجهة قضائية مثيرة تجمع بين دونالد ترمب واتهامات بـ"أموال الصمت".


في مدينة نيويورك، تستعد المحاكم لشهرين من التوتر والترقب مع انطلاق أول محاكمة جنائية لرئيس سابق في تاريخ الولايات المتحدة. ففي يوم الاثنين، يبدأ دونالد ترمب، المرشح الرئاسي الجمهوري السابق، في مواجهة أولى القضايا الجنائية الأربع التي تعترض طريقه، وتتمثل في "قضية أموال الصمت"، التي يُتهم فيها بدفع أموالٍ لستورمي دانييلز، المعروفة بممارستها أعمالًا إباحية، وذلك بهدف إخفاء السجلات المالية للتغطية على الدفع.

وبينما يلقب ترمب بدور البطولة في هذه المحاكمة، فإنه ليس الوحيد الذي يشع بالأضواء، حيث يتوقع أن يكون محاميه السابق مايكل كوهين، الشاهد الرئيسي في القضية، حاضرًا أيضًا لمشاركتها. وتضاف إلى ذلك وجود المدعي العام ألفين براغ، الذي قاد اتهامات المحاكمة، ليكتمل مشهد الأطراف الرئيسية في القضية.

وفي ظل هذا التوتر القضائي، أصبحت مدينة نيويورك "ساحة معركة" تنتظر مواجهة ترمب في قاعة المحكمة، وذلك مع اتخاذ سلطات المدينة إجراءات أمنية مشددة في المنطقة المحيطة بمبنى المحكمة ومقر إقامة ترمب. ورغم أن قوانين الولاية تمنع بث الجلسات التحكيمية، إلا أن الأنظار متجهة نحو تلك القضية، ويتوقع وجود حشد من المؤيدين والمعارضين لترمب خلال الفترة القادمة.

ومن المقرر أن تعقد جلسات المحاكمة أربعة أيام في الأسبوع، ومن المتوقع حضور ترمب لجميعها، على الرغم من إمكانية غيابه في بعض الأيام، ما يمنحه الفرصة لاستغلال الأوقات الخالية لمواصلة حملته الانتخابية. ويشهد تنظيم فريق عمل ترمب لنقل الحملة الانتخابية إلى نيويورك، حيث يعتزم استغلال كل فرصة إعلامية متاحة لتحويلها إلى حدث انتخابي يخدم مصالحه.

في هذا السياق، فإن ترمب لا يقف عاجزًا أمام التهم الموجهة إليه، بل يعتبرها "مطاردة سياسية" تقودها إدارة الرئيس جو بايدن. وفي المقابل، تجدد الدعوات لوقف هذه المحاكمة، وسط مخاوف من تأثيرها على السباق الانتخابي المقبل، حيث يعتبر ترمب أن نتائجها قد تؤثر سلبًا على مسار حملته الانتخابية.


المصدر : Transparency News