لماذا اسرائيل قد ترد الضربة لإيران؟! وكيف ستستثمر كل من اسرائيل وإيران الضربة الإيرانية؟
14-04-2024 12:24 PM GMT+03:00
(16 - 0) لصالح اسرائيل هو نتيجة قصف الاسرائيلي للقنصلية مقابل الضربة الإيرانية! وإيران تسجل هدفاً!
هل ترد اسرائيل على الرد الإيراني؟ ومتى تتوقف الردود التي تقلق العالم؟! والأهم هو هل يكون الرد الاسرائيلي رداً على الرد، أم لأسباب أخرى تتخذ من الرد الإيراني غطاءًا لما هو أبعد من ذلك؟!
في الواقع، من غير المحتمل في قراءة نتائج الخسائر الاسرائيلية الطفيفة بشرياً أن ترد اسرائيل على الضربة الإيرانية، على الرغم من الضوء الأخضر من مجلس الحرب للجيش الاسرائيلي. فالضوء الأخضر يعطي الجيش الاسرائيلي "الخيار" بالرد، لا "الأمر"!
ذلك أن فاتورة القصف الإيراني لم تكن ثقيلة على اسرائيل! لا في الخسائر البشرية ولا في إصابة المراكز الحيوية! على الرغم من أنه يمكن اعتبار الرسالة الإيرانية رسالة قوية!
أما إذا ما قررت اسرائيل الرد على الضربة الإيرانية فلن يكون ذلك هذه المره بهدف إسقاط قتلى وجرحى، أو حتى خسائر! ولكنه سيكون لهدف من إثنين: إما لتثبيت تفوقها العسكري، في المجال الجوي تحديداً. وإما، وهو الأهم، بهدف توريط الولايات المتحدة في حرب إقليمية ضد إيران!
إيران من جهتها ستستثمر في نجاح عمليتها، التي أرادت منها إصابة العمق الاسرائيلي، ولو من دون فعالية، ولو من دون خسارة بالأرواح أو خسائر حقيقية! وهي ستستثمر ذلك بشكل كبير؛ معنوياً وإعلامياً.
اسرائيل من جهتها حققت في العملية مكتسبات سياسية ومالية هامة جداً! فهي استعادت بعض ما كانت خسرته من دعم المجتمع الدولي لجهة اعتبار الحروب عليها "وجودية"!
وستستثمر اسرائيل ذلك أيضاً إعلامياً وفي الرأي العام الدولي. كما ستستثمره بالحصول على المساعدات العسكرية واللوجستية، وللحصول على الغطاء الدولي لاقتحام رفح، وعلى احتمال وصول الدفعة المالية الموقوفة في الكونغرس الأميركي والبالغة 14 مليار دولار!
أما الهدف المحقق من الرد الإيراني فهو هدف معنوي. وهو تثبيت أن إيران قادرة على الرد في الداخل الاسرائيلي! وهي قد ردت بالفعل! ولكن هذا الرد كشف أيضاً أنه لم يشكل خطراً جدياً أو وجودياً على اسرائيل. ولم يؤثر حتى في الحياة اليومية فيها!
في المحصلة، وفي المقارنة، فإن قصف اسرائيل للقنصلية الإيرانية أوقع خسائر بشرية كبيرة، مع سقوط 16 ضحية بينهم القائد الإيراني في الحرس الثوري محمد رضا زاهدي وقادة آخرين في الحرس الثوري. في حين لم يسقط بالأمس، ولو قتيل واحد في اسرائيل! وكل ما رشح من معلومات هو إصابة طفلة واحدة بالجروح! بالإضافة الى إصابة الحجر من دون البشر في أحد المطارات العسكرية الاسرائيلية.
إن أي رد اسرائيلي على الرد الإيراني سيكون له من المحتمل أبعاد تتخطى الضربة بالأمس الى تأمين أمن اسرائيل على المدى الطويل. وقد يحتاج هذا الأمن الاسرائيلي لتوريط اسرائيل للولايات المتحدة بحرب ضد إيران، تستفيد منها اسرائيل، بالواسطة، بجهود عسكرية ومالية أميركية!
سيناريوهات مفتوحة، مع تفضيل أميركي للتهدئة في زمن انتخاباتها الرئاسية! أما التقييم الاسرائيلي للعملية فسيكون سريعاً. واتخاذ القرار بالرد أو بعدم الرد لن يتأخر!
(هذه الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )
المصدر : Transparency News