في عالم مليء بالتحديات والصعوبات، تبرز بعض القصص التي تلمع بنور الأمل والصمود رغم الظروف القاسية التي تحيط بها. تعكس قصة مركز الخصوبة في قطاع غزة، الذي تعرض لهجوم مدمر من قبل إسرائيل، صورة حية للإرادة البشرية والقدرة على التكيف والبقاء قوياً في وجه التحديات.


هاجمت قذيفة إسرائيلية أكبر مركز للخصوبة في قطاع غزة في ديسمبر (كانون الأول)، مما أدى إلى نزع الأغطية عن خمسة خزانات تحتوي على النيتروجين السائل، وهو مكون أساسي للحفاظ على الأجنة المجمدة. تبخر السائل البارد عندما نزلت درجة الحرارة داخل الخزانات، مما أسفر عن دمار أكثر من أربعة آلاف جنين بشري وألف عينة أخرى لحيوانات منوية وبويضات غير مخصبة.

وأظهر هذا الحادث الكارثي تداعيات الحرب الدائرة في قطاع غزة، حيث يعاني سكانه من الأوضاع الصعبة منذ أكثر من ستة أشهر. وتمثل الأجنة التي كانت في تلك الخزانات الأمل الأخير لمئات الأزواج الفلسطينيين الذين يواجهون مشكلات في الخصوبة.

الدكتور بهاء الدين الغلاييني، مؤسس "مركز البسمة للإخصاب وأطفال الأنابيب"، أعرب عن حزنه العميق لفقدان الآلاف من الأرواح البشرية وفتح باب الأمل للآباء والأمهات المنتظرين لتحقيق حلم الإنجاب. وأشار إلى أن هذا الحادث ليس مجرد خسارة مادية، بل يمثل نهاية الآمال لنصف الأزواج الذين يعانون من مشاكل الخصوبة.

من جهتها، شاركت صبا جعفراوي قصتها المؤلمة، حيث تعرضت لرحلة علاج صعبة لمدة ثلاث سنوات قبل أن تستعيد الأمل من خلال التلقيح الاصطناعي. لكن الهجوم الإسرائيلي أحال كل تلك الآمال إلى كوابيس، حيث فقدت صبا جنينها بسبب التوتر والظروف الصعبة التي عاشتها خلال فترة الحرب.

يعكس هذا الحدث الكارثي المعاناة الإنسانية الجسيمة التي يتعرض لها سكان قطاع غزة جراء الحرب المستمرة، حيث يجد الأزواج الفلسطينيون أنفسهم في مواجهة تحديات هائلة في سبيل تحقيق حلم الإنجاب، وسط الظروف الصعبة والمخاطر التي تحيط بهم.


المصدر : Transparency News