ثورة غضب في جزر الكناري: مظاهرات حاشدة تطالب بوضع حدّ لـ "تسونامي" السيّاح!

عشرات الآلاف خرجوا إلى الشوارع في جزر الكناري، السبت، في احتجاجات حاشدة ضدّ "السياحة المفرطة" التي تجتاح الأرخبيل، مطالبين بضوابط صارمة لتنظيم هذا القطاع الحيويّ، لكنّه المضرّ في الوقت ذاته، بالسكان والبيئة.

"لا للبيع":

رفع المتظاهرون، الذين قدّر عددهم بـ 20 ألفاً حسب الشرطة و50 ألفاً حسب المنظمين، لافتات عبّرت عن غضبهم وسئمهم من تداعيات السياحة غير المنضبطة، مثل "جزر الكناري ليست للبيع" و"نعم لوقف السياحة" و"احترموا المكان الذي أعيش فيه".

نموذج مدمّر:

تدعو مجموعات اجتماعية وبيئية تقف وراء هذه الاحتجاجات، إلى تغيير جذريّ في "النموذج الاقتصادي" الحاليّ للسياحة، معتبرةً إيّاه مدمّراً للبيئة ومهدّداً لحياة السكان المحليين.

رفض للفنادق الجديدة:

من أبرز مطالب المتظاهرين، وقف بناء فندقين جديدين في جزيرة تينيريفي، كبرى جزر الأرخبيل، وإعطاء السكان سلطة أكبر في اتّخاذ القرارات المتعلّقة بتطوير السياحة.

ضغوطات على السكان:

تُؤدّي "السياحة المفرطة" إلى تفاقم أزمة السكن في جزر الكناري، من خلال ارتفاع أسعار الإيجارات بشكلٍ كبير، ممّا يُحرم سكّانها من حقّهم في السكن الكريم.

تدمير البيئة:

يُحذّر المتظاهرون من مخاطر السياحة غير المنضبطة على التنوع البيئيّ الغنيّ في جزر الكناري، ممّا يُهدّد بدمارها بشكلٍ لا رجعة فيه.

جزر الكناري: وجهة سياحية مميّزة:

تجذب جزر الكناري، الواقعة قبالة سواحل شمال إفريقيا، ملايين السيّاح سنوياً، بفضل طبيعتها البركانية الخلّابة وشواطئها المشمسة. ويُمثّل قطاع السياحة 36% من الناتج المحليّ الإجماليّ للجزر، ويعمل فيه أربعة من كلّ عشرة أشخاص.

إسبانيا: وجهة عالمية للسياحة:

تُعدّ إسبانيا ثاني أكثر الدول استقطاباً للسياح في العالم، حيث زارها العام الفائت نحو 85 مليون سائح. وتُدرك السلطات الإسبانية مخاطر "السياحة المفرطة" على بعض المناطق، وتسعى إلى إيجاد حلول تُوازِن بين حماية البيئة وحقوق السكان المحليين من جهة، ودعم القطاع السياحيّ المربح من جهة أخرى.

مُستقبل غامض:

يبقى مستقبل "السياحة" في جزر الكناري مرهوناً بقدرة السلطات على إيجاد حلول فعّالة تُرضي جميع الأطراف، وتُحافظ على جمالية الجزر واستدامتها، مع ضمان حياة كريمة لسكانها.