تشهد إيران منذ فترة قصيرة تصعيداً في حملة القمع الداخلي، تمثّل في تنفيذ أحكام إعدام، وتوقيف معارضين، وعودة دوريات شرطة الأخلاق المكلفة بمراقبة التزام قواعد اللباس الصارمة في البلاد.


ويربط محللون وحقوقيون هذا التشديد في القيود بارتفاع حدة التوتر الإقليمي بين إيران وإسرائيل، حيث شهدت إيران منذ سبتمبر 2022 احتجاجات واسعة إثر وفاة مهسا أميني (22 سنة) بعد أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لعدم التزامها قواعد اللباس.

في أعقاب تراجع الاحتجاجات أواخر عام 2022، عادت الحافلات الصغيرة بيضاء اللون لشرطة الأخلاق إلى ساحات المدن، حيث يوقف عناصرها المخالفات لقواعد اللباس، وأبرزها وضع الحجاب.

وأعلن قائد شرطة العاصمة عباس علي محمديان قبل أيام عن تدخل الشرطة ضد الأشخاص الذين "يروجون" لعدم ارتداء الحجاب، ووردت خلال الأيام الماضية فيديوهات لأفراد شرطة من الإناث والذكور يقمن بتوقيف نساء واقتيادهن إلى حافلات شرطة الأخلاق.

قوبلت هذه الإجراءات بانتقادات واسعة من قبل ناشطين إيرانيين ومنظمات حقوقية دولية، حيث قالت نرجس محمدي، الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام 2023، إن "الجمهورية الإسلامية حولت الشوارع إلى ميدان حرب ضد النساء وجيل الشباب".

كما حذر هادي قائمي، مدير "مركز حقوق الإنسان في إيران"، من أن "الجمهورية الإسلامية ستتشجع على زيادة العنف الذي تمارسه ضد النساء وانتهاكاتها الفظيعة لحقوق الإنسان" في ظل غياب رد دولي صارم.

يُواصل النظام الإيراني تنفيذ أحكام الإعدام، حيث أعدمت السلطات 110 أشخاص حتى الآن هذه السنة، وفق منظمة "حقوق الإنسان في إيران".

ومن بين من أُعدموا مؤخرًا إسماعيل حسنياني (29 سنة) وزوجته مرجان حاجي زادة (19 سنة) المدانان بقضايا مرتبطة بالمخدرات.

كما أوقفت السلطات في الأيام الماضية آيدا شاكرمي، شقيقة نيكا شاكرمي التي توفيت على هامش تظاهرات 2022، "لعدم ارتدائها الحجاب الإلزامي".

وتم توقيف أيضاً دينا قاليباف، الصحافية والطالبة في جامعة الشهيد بهشتي في طهران، بعدما اتهمت قوات الأمن عبر منصات التواصل الاجتماعي بتكبيل يديها والاعتداء جنسياً عليها خلال توقيفها سابقاً.

يعتبر الناشطون أن هذه الإجراءات القمعية تهدف إلى إثارة الخوف في المجتمع وإعادة السيطرة بعد الاحتجاجات التي شهدتها البلاد العام الماضي.

ويرجح محللون أن تصاعد التوتر الإقليمي مع إسرائيل يُشكل فرصة للنظام الإيراني لتشديد قبضته في الداخل، وتحويل الأنظار عن الاحتجاجات الداخلية.


المصدر : وكالات