بات مصطلح "الدارك ويب" أو "الإنترنت المظلم" مألوفًا للكثيرين في مصر، بعد ارتباطه بجريمة بشعة هزّت المجتمع. قبل تلك الجريمة، كان هذا المصطلح حكرًا على فئات محددة مثل التقنيين والصحفيين والحقوقيين، لكن حادثة "طفل شبرا" فتحت الباب أمام تساؤلات حول ماهية هذا العالم الخفي ودوره في الجريمة.


ببساطة، هو مجموعة من المواقع الإلكترونية التي لا يمكن الوصول إليها باستخدام المتصفحات العادية مثل جوجل كروم. يتميز الدارك ويب بخصائص تجعله ملاذًا لمن يبحث عن السرية التامة، حيث يخفي هوية المستخدم وموقعه عن الآخرين، بما في ذلك جهات إنفاذ القانون.

تعتمد إمكانية الوصول إلى الدارك ويب بشكل أساسي على تقنية "تور" (The Onion Router) أو شبكة "البصل". ويشبه هذا الاسم الشبكة بطبقات البصل المتعددة، حيث يتم تشفير البيانات عدة مرات عبر طبقات متعددة من الخوادم قبل الوصول إلى وجهتها النهائية.

نشأت تقنية تور في أواخر التسعينيات من القرن الماضي بجهود وزارة الدفاع الأمريكية، بهدف حماية اتصالات الجواسيس الأمريكيين. لكن سرعان ما أدرك البعض إمكانية استخدامها لأغراض أخرى، مثل حماية خصوصية الناشطين في مجال حقوق الإنسان والصحفيين.

وفرت تقنية تور ملاذًا آمنًا للعديد من الأشخاص الذين يخشون تتبع بياناتهم من قبل الحكومات والشركات، كما مكنت من الإبلاغ عن المخالفات والتواصل بحرية دون خوف من الانتقام.

لكن للأسف، سارت الأمور في اتجاهين، استغلال الخصوصية لأغراض غير قانونية ما  أدى الشعور بالأمان في الدارك ويب إلى انتشار الأنشطة غير القانونية، مثل تجارة المخدرات والأسلحة والبيانات المسروقة، بل وصل الأمر إلى استخدام هذه المنصات للترويج للجريمة وتخطيطها، كما حدث في جريمة "طفل شبرا".

كما تُشكل طبيعة الدارك ويب تحديًا كبيرًا أمام جهات إنفاذ القانون، حيث تصعب عملية تعقب المجرمين ومحاسبتهم بسبب التشفير والسرية التي توفرها هذه الشبكة.

قبل عقد من الزمن، قام خبير تشفير غير معروف (يتمتع بخبرة خاصة في اختراق كلمات المرور) والذي استخدم الاسم المستعار ساتوشي ناكاموتو بتطوير أول عملة وشبكة دفع في العالم لا تسيطر عليها حكومة وطنية: البيتكوين.

في الأصل كانت عملة بيتكوين وسيلة تبادل متخصصة لمجتمع التكنولوجيا، ومع ذلك فقد ظهرت في عام 2011 باعتبارها العملة المفضلة لتجار المخدرات الذين يجرون المعاملات على مواقع الدارك ويب. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، أدى الجمع بين شبكة مشفرة مخفية عن معظم أنحاء العالم وعملة معاملات لا يمكن تتبعها تقريبًا من قبل مسؤولي إنفاذ القانون إلى ظهور سوق صغيرة، ولكنها مهمة، من البائعين غير الشرعيين الذين يبيعون سلعًا غير قانونية.


المصدر : وكالات