مع تزايد الوعي بأهمية الصحة والعناية بالجسم، أصبحت العلامات الجسدية المختلفة موضوع اهتمام واسع النطاق. من بين هذه العلامات، تبرز زيادة العطش كعامل يثير القلق لدى الكثيرين. فالشعور المستمر بالعطش ليس مجرد تجربة غريبة، بل قد يكون إشارة إلى وجود مشكلة صحية تستدعي الاهتمام. في هذا السياق، يأتي دور فهم أسباب هذا الشعور المستمر بالعطش، والتعرف على المشاكل الصحية التي قد تكون وراءه، وهو ما سنناقشه في هذا النص.


زيادة العطش هي علامة قد تشير إلى وجود اضطرابات في عمل الغدة النخامية ومنطقة ما تحت المهاد. تعرف هذه الحالة بمرض السكري الكاذب، حيث تفقد الكلى القدرة على تصفية الماء وتركيز البول. تقول الدكتورة كاميلا تابييفا، أخصائية الغدد الصماء والطب الوقائي، إن هذه الحالة ترتبط بنقص أو خلل في تأثير هرمون الفازوبرسين على الكلى، والذي يتحكم بمستوى الماء في الجسم.

تعد أسباب نقص أو خلل في عمل الفازوبرسين متعددة، وتشمل الاضطرابات الوراثية، وإصابات الدماغ، والتدخل الجراحي، وأورام الغدة النخامية، وأمراض الأوعية الدموية الدماغية، وأمراض الكلى، وبعض أنواع العدوى. يشير نقص الهرمون إلى العطش الشديد والشرب المفرط للسوائل، مما يؤدي إلى تشكل كميات كبيرة من البول غير المركز.

وفي بعض الحالات، يمكن أن يكون العطش الشديد علامة على أمراض خطيرة أخرى، مثل فقدان الدم، وداء السكري، وأمراض الكلى والكبد، والتسمم الغذائي، وإصابات الدماغ، والتقيؤ المتكرر، والإسهال، والاضطرابات النفسية.

تشدد الدكتورة تابييفا على أهمية تحديد السبب الحقيقي للعطش الشديد، حيث يمكن أن يكون مؤشراً على مشاكل صحية جديرة بالاهتمام.


المصدر : Transparency News