لا يمرّ يوم في لبنان من دون وقوع عمليات سرقة وسلب ونشل وإطلاق نار، إلا أن اللافت في الفترة الأخيرة هو ازدياد "وقاحة" المجرمين، الذين باتوا يهاجمون ضحاياهم في وضح النهار وفي كل مكان، في العلن كما في الخفاء.


لم يعد المجرمون يتسلّحون فقط بسكين أو مسدس حربي، بل وصل الأمر إلى حملهم أسلحة رشاشة، مستخدمين إياها للترويع وإرهاب ضحاياهم وإجبارهم على تسليم ما لديهم. وغالباً ما يستخدمون دراجات نارية للتنقل بسهولة والهرب بسرعة بعد تنفيذ جرائمهم.

لا يقتصر الأمر على الجرائم، فتلاشي هيبة الدولة يظهر كذلك في الاستعراضات المسلحة من قبل عناصر تابعة لميليشيات وأحزاب. آخرها كان يوم الأحد الماضي، خلال تشييع عنصرين من قوات الفجر التابعة للجماعة الإسلامية في لبنان، قتلا باستهداف إسرائيلي لسيارتهما في البقاع الغربي.

كما وقعت في الفترة الأخيرة جرائم عدة من مختلف الأنواع صدمت الرأي العام في لبنان، منها ما حصل مع المحامية سوزي أبو حمدان، حيث انتشر مقطع فيديو يظهر تعرضها لاعتداء وحشيّ من قبل مجموعة أشخاص، من بينهم زوج موكلتها ووالده. ومن الجرائم التي صعقت اللبنانيين، قتل رجل لبناني لزوجته الأميركية وتقطيع جثتها ودفنها في حديقة منزله.

استغل المجرمون ضعف السلطة. ومعظمهم من قطاع الطرق المدمنون على المخدرات وليسوا من الجائعين، حيث يقومون بالسرقات للتعاطي أو لتلبية احتياجاتهم بسبب عدم اعتيادهم على العمل وبسبب التراخي المتمادي من قبل الأجهزة الأمنية في تطبيق القانون.

 لم يعد اللبنانيون ينتظرون تدخّل الأجهزة الأمنية لوقف تفشي ظاهرة الجريمة، بل باتوا يلجأون إلى وسائل حماية ذاتية للحدّ من خطر تعرّضهم للسرقة أو الاعتداء، منها ما هو قانوني كرذاذ الفلفل ومنها غير قانوني، كحمل السلاح.

تُطرح تساؤلات كثيرة حول كيفية وضع حدّ للفوضى المسلحة التي تعمّ الشوارع، مع ضرورة محاسبة المجرمين بكلّ صرامة.


المصدر : وكالات