تقف بلدتا دير ميماس وعيترون في جنوب لبنان كشهادة حية على الصمود والمقاومة ضد العدوان الإسرائيلي. تعتبر هاتان البلدتان الحدوديتان مسرحًا لمعركة مستمرة من أجل البقاء والمضي قدمًا رغم التحديات الكبيرة التي تواجههما. دعونا نلقي نظرة عن قرب على قصتي هاتين البلدين، حيث تتجلى قوة الإرادة والتمسك بالأرض والهوية في وجه الظروف الصعبة.


تشهد كنائس بلدة دير ميماس القديمة، في قضاء مرجعيون، معركة شرسة من أجل البقاء والصمود ضد العدوان الإسرائيلي. تعتبر هذه الكنائس، جنبًا إلى جنب مع دير البلدة التاريخي، شاهدة على همجية الهجمات الإسرائيلية على البلدات الحدودية اللبنانية مع فلسطين المحتلة.

تقع بلدة دير ميماس بالقرب من بلدات كفركلا والطيبة وبرج الملوك، وتطل على مساحات من شمال فلسطين، حيث تستضيف مختلف الطوائف المسيحية. تتميز البلدة بموقعها الاستراتيجي على التلال المُطلة على نهر الليطاني وبمشهدها الطبيعي الساحر. وتعتبر رائدة في إنتاج زيت الزيتون، حيث تحتضن أكثر من 100000 شجرة زيتون، بعضها يعود تاريخه إلى قرون مضت.

تأسست البلدة وتسمت بـ"دير ميماس" نسبة إلى القديس "ماما"، وقد بُنيت كنيسة لذكراه في القرن الخامس عشر. وقد دمرت الكنيسة بالكامل خلال العدوان الإسرائيلي في 2006، وتم إعادة بناؤها بعد ذلك لتصبح متحفًا يضم 37 فسيفساء تمثل نبوءات العهد القديم وأحداثا إنجيلية.

يؤكد رئيس البلدية، د. جورج نكد، على أهمية الموقع الاستراتيجي للبلدة ويدين الهجمات الإسرائيلية المتكررة على المنطقة. ويركز على وحدة البلدة وتعايشها السلمي بين مختلف الطوائف، مشددًا على الدعم الذي يقدمه الأهالي المغتربون لسكان البلدة.

وفي بلدة عيترون، قضاء بنت جبيل، تشهد القصة نفسها من المقاومة والصمود ضد العدوان الإسرائيلي. تُعتبر عيترون بلدة زراعية نشطة، حيث يعمل سكانها في الزراعة والمهن الصغيرة. تتميز بتربية المواشي وزراعة التبغ وتعتبر الأولى في لبنان في هذا المجال.

يشير رئيس البلدية، سليم مراد، إلى التحديات التي تواجه البلدة جراء الهجمات الإسرائيلية المتكررة، ويؤكد على تمسك أهالي البلدة بأرضهم وهويتهم الوطنية ودعمهم لفلسطين. ويبرز دور البلدة كمساندة للقضية الفلسطينية عبر التاريخ.

بهذه الروح المقاومة والصمود، تواجه بلدتا دير ميماس وعيترون التحديات، مؤكدتين على تمسكهما بأرضهم وهويتهم ودعمهم لقضية فلسطين.


المصدر : Transparency News