مارون مارون


من بقايا ومخلّفات النظام السوري في لبنان، المدعوّة غدي فرنسيس، تقول لـ "ليبانون أون": "سمير جعجع قال كتير إشيا وغيّر عنا، حتى هلق بالموضوع السوري بطّل مع جبهة النصرة، بس كل العالم بتعرف مين ساعدن بالقصير وعكّار." 
إنّ من يستمع إلى فرنسيس وهي تتلو على الشعب اللبناني سردية محاربة داعش والنصرة في سوريا، إلى آخر هذه المعزوفة، يعتقد لوهلة أنها لم تكن على هذا الكوكب يوم تم إخراج المئات من هذه العناصر بباصات مكيّفة من القلمون باتجاه الداخل السوري بحماية مليشيات "حزب الله" ومواكبة مُشدّدة وعناية غير مسبوقة، فهل كانت فرنسيس يومها تُراقب الأحداث؟ أم كانت تتحضّر لإزالة إسرائيل وتحرير الأقصى بعد الطوفان؟ 
فرنسيس تتحدّث وقد أغفلت أن محورها قد أدخل العشرات من عناصر النصرة إلى مستشفى الزهراء ومستشفى الرسول الأعظم للعلاج والاستشفاء، وكل ذلك على نفقة وزارة الصحة اللبنانية ومن مال المكلّف اللبناني ... فهل كانت يومها فرنسيس تُراقب الأحداث أم كانت في غزّة تتهيّأ لاجتياح مطار تل أبيب؟
 وعليه، من هي الجهة التي ساعدت النُصرة؟ هل هذه المستشفيات بعهدة سمير جعجع والقوات اللبنانية؟ أم بعهدة الذين باعوا لبنان للفرس والشيطان؟
هل تعلم فرنسيس أن مليشيات محورها هي التي دخلت إلى القصير ونكّلت بسكانها وطردتهم إلى الأراضي اللبنانية التي تغصّ اليوم بالنازحين السوريين غير الشرعيين؟ هل بإمكان فرنسيس أن تشرح لنا كيف ساعد سمير جعجع النصرة في القُصير وعكّار وهو في معراب، فيما كان محور الممانعة بالإضافة إلى النظام السوري يقاتل في القصير؟ 
هل تذكر فرنسيس من الذي بُح صوته وهو يصرخ أن مخيم نهر البارد خطّ أحمر، وحاول منع دخول الجيش إليه للقضاء على الإرهاب؟ نعم، فرنسيس تعرف أنهم حلفاء وشركاء وأكثر...
 كل ذلك وسمير جعجع ساعد النصرة في القصير وعكّار... واللائحة تطول إنما لن نطيل، لأن مثل هذه السخافات ليست سوى مدعاة للسخرية والضحك، إلا أن التوضيح واجب حتى لا تعتقد فرنسيس وأمثالها أن للتضليل مكان في ذاكرة الأحرار، وحتمًا هي ليست منهم... والسلام.

(الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News").


المصدر : Transparency News