بعد تسعة عشر عامًا على اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لا تزال ذكراه حية في قلوب اللبنانيين، رغم اتهام البعض للحريري عند مجيئه إلى الحُكم بأسلمة لبنان، في الوقت الذي كان فيه يسعى لإعادة إعمار البلاد بعد الحرب الأهلية. رغم نفي الحريري لهذه الاتهامات مرارًا وتكرارًا، إلا أن البعض كان مصرًا على شيطنة مشروعه، حتى وصل الأمر بهم إلى حد اغتياله معنويًا ونفسيًا قبل الاغتيال الجسدي في 14 شباط 2005.


بالمقابل، لم ينكر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله رغبته في تحويل لبنان إلى جمهورية إسلامية يومًا ما، وجاهر علنًا حيث قال حرفيًا في مقابلة مع الشهيد جبران تويني "أنا أرغب في أسلمة لبنان.. ما في شيء مستحيل".
يظهر الواقع أن الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان بريئًا من تلك الاتهامات. فلبنان اليوم يعيش وضعًا مأساويًا، بعيدًا عن الحلم الذي رسمه "المارد" كما سماه الراحل غسان تويني.
أما حزب الله الذي لطالما تلطّى وراء شعار المقاومة، للهيمنة على لبنان وتحويله إلى جمهورية إسلامية تابعة إلى ولاية الفقيه. فالسيد نصرالله لا يُنكر اليوم أنه جندي لدى إيران ينفذ مشاريعها الاستعمارية في المنطقة بدءًا بالعراق مرورًا باليمن وسوريا وصولًا إلى لبنان دون أن ننسى المتاجرة بقضية فلسطين.
ومنذ إقحام لبنان في حرب غزة تحت شعار وحدة الساحات، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعًا من مقابلة أجراها الشهيد جبران تويني مع السيد نصرالله في 24 أيلول 1995 على شاشة الـ LBCI ضمن برنامج "رئاسيات"، والذي كشف فيها عن حقيقة مشروعه وما يسعى إليه في لبنان.
في المقابل، نشر موقع "Transparency News" مقطعًا من مقابلة للرئيس الشهيد رفيق الحريري مع الزميل زاهي وهبي في العام 2003 ضمن برنامج "خليك بالبيت" على شاشة تلفزيون المستقبل والذي أكدّ خلاله أنه يرفض أن يكون لبنان بلدًا إسلاميًّا أو مسيحيًّا وقال: "لبنان بلد لكل اللبنانيين نحنا بدنا نعيش فيه مسلمين ومسيحيين بالتساوي.. هيك أنا بشوف البلد وأنا بمد إيدي للمسيحي المعتدل أقرب الي من المسلم المتطرف".
شتان بين مشروعين: الأول أراد إيصال لبنان إلى مصاف الدول المتقدمة والمتطورة ونجح بإعادة بلد الأرز إلى الخارطة الدولية قبل أن يُغتال في 14 شباط 2005، أما المشروع الثاني الذي كان الحريري عائقًا أمامه كان يدرك جيدًا أنه لن يتحقق بوجود الحريري لا في السلطة ولا خارجها فهو لن يسمح بإقامة دولة إسلامية إيرانية في لبنان، فأتى القرار بضرورة التخلص منه ضمن مشروع بدأ بالعراق مع إسقاط نظام صدام حسين وقتل ياسر عرفات ولم ينتهِ باغتيال رفيق الحريري!
اليوم الحق يُقال بأن التاريخ أنصف الرئيس الشهيد رفيق.


المصدر : Transparency News