واجهت شركة "نيورالينك" التابعة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك انتكاسة غير متوقعة في أول تجربة لزرع شريحة في دماغ الإنسان، مما أثار تساؤلات حول سلامة وفعالية هذه التكنولوجيا المستقبلية.


فقد كشفت التقارير أن وظائف الشريحة المزروعة في دماغ نولاند أربو، أول مريض خضع لهذه العملية، قد بدأت بالتراجع بعد شهر من الجراحة الناجحة التي أجريت في فبراير/شباط الماضي.

وتشير التقارير إلى أن بعض خيوط الجهاز انفصلت جزئيًا عن دماغ أربو، مما أدى إلى انخفاض كبير في قدرته على تحريك مؤشر الكمبيوتر.

ولم تُصدر "نيورالينك" أي معلومات حول سبب تراجع وظائف الشريحة، لكنها ذكرت أنها تجري تعديلات لاستعادتها.

تُثير هذه الانتكاسة تساؤلات حول سلامة وفعالية تقنية "نيورالينك"، وقد تُؤثر سلبًا على ثقة المستثمرين والمشاركين في تجارب الشركة. كما تُبرز الحاجة إلى مزيد من الأبحاث والتطوير قبل اعتماد هذه التقنية على نطاق واسع.

ما هي تقنية "نيورالينك"؟

تهدف تقنية "نيورالينك" إلى ربط الدماغ البشري بأجهزة الكمبيوتر، مما يسمح للناس بالتفاعل مع العالم الرقمي باستخدام عقولهم. تُعتبر هذه التقنية واعدة لعلاج أمراض عصبية مثل الشلل، وتعزيز القدرات البشرية.

ولكن، تواجه "نيورالينك" العديد من التحديات، بما في ذلك المخاوف الأخلاقية والتقنية. وتعمل تقنية "نيورالينك" من خلال جهاز بحجم 5 عملات معدنية مكدسة، يتم زراعته داخل الدماغ البشري بواسطة عملية جراحية غازية. وتلعب الخيوط المكونة للجهاز دورًا رئيسيًا في جمع الإشارات من الدماغ ونقلها إلى الجهاز.

وتجدر الإشارة إلى أن "نيورالينك" أجرت عملية الزرع الأولى في دماغ نولاند أربو، وهو أول مريض اختبار بشري للشركة، في يناير/كانون الثاني الماضي. وكان أربو قد أصيب بالشلل من الكتفين إلى الأسفل، بسبب حادث غوص قبل 8 سنوات.

وبعد وقت قصير من إجراء عملية الزرع، تمكن أربو من لعب الشطرنج ولعبة الفيديو "Civilization"، بالإضافة إلى تلقي دروس اللغة اليابانية والفرنسية، وذلك باستخدام التحكم في مؤشر شاشة الحاسوب بعقله.

إنّ انتكاسة "نيورالينك" تُعدّ تذكيرًا بأنّ التكنولوجيا الجديدة قد تُواجه تحديات غير متوقعة، وأنّ الطريق أمام تحقيق إمكاناتها الكاملة قد يكون طويلاً وصعبًا.

و تبقى الحاجة إلى مزيد من البحث والتطوير ضرورية لضمان سلامة وفعالية هذه التقنية قبل اعتمادها على نطاق واسع.


المصدر : وكالات