صمود تحت النار: مستشفيات جنوب لبنان في خضم العدوان الإسرائيلي

منذ اندلاع الهجمات الإسرائيلية على جنوب لبنان في الثامن من أكتوبر 2023، تحولت مستشفيات المنطقة، وخاصةً تلك الواقعة على طول الخط الحدودي، إلى خطوط دفاع أمامية في مواجهة الأزمة الصحية المتفاقمة.

فمع تصاعد حدة القصف وتزايد عدد الإصابات، سارعت هذه المستشفيات، مثل مستشفى بنت جبيل الحكومي ومستشفى ميس الجبل، إلى تفعيل خطط طوارئ مسبقة تم وضعها تحسبًا لمثل هذه الظروف.

وتضمنت خطط الطوارئ تحويل بعض المستشفيات إلى "مستشفيات خط ثاني" تقع في مناطق أكثر أمانًا بعيدًا عن خطوط المواجهة، مع ترك كوادر طبية محددة في "مستشفيات الخط الأول" للتعامل مع الحالات الطارئة.

ووفقًا للدكتور توفيق فرج، رئيس مجلس إدارة مستشفى بنت جبيل الحكومي، فقد تمكنت المستشفى من معالجة العديد من الإصابات وإجراء عمليات جراحية طارئة، بينما واصلت تقديم خدمات غسيل الكلى لـ 16 مريضًا من القرى المجاورة.

ويؤكد فرج على استمرار المستشفى في تقديم الخدمات الطبية الأساسية للمواطنين الذين لم يغادروا المنطقة، مشيرًا إلى توفير جميع الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة حتى الآن.

نقص في الكوادر الطبية:

ومع ذلك، واجهت مستشفيات الخط الأول تحديات كبيرة، أبرزها نقص الكوادر الطبية، حيث اضطر العديد من الأطباء والممرضين إلى مغادرة المنطقة بسبب القصف.

ويقول الدكتور مشهور نحلة، جراح عظام من بلدة الطيبة الحدودية، إنه اضطر إلى نقل خدماته إلى النبطية ثم بيروت بعد مغادرة جميع سكان بلدته.

ويضيف نحلة أن هناك وجودًا دائمًا للهيئة الصحية الإسلامية والدفاع المدني التابع لكشافة الرسالة الإسلامية لنقل الإصابات أو المرضى إلى المستشفيات الآمنة في حالات الطوارئ.

صعوبات التنقل:

ولكن يشير نحلة إلى أن التنقل بين القرى والوصول إلى المستشفيات أمر محفوف بالمخاطر، خاصةً على الطرقات الواقعة بين مستشفيات مرجعيون وميس الجبل وبنت جبيل، والتي تعرضت لدمار واسع.

وعلى الرغم من التحديات الكبيرة، تُظهر مستشفيات جنوب لبنان صمودًا هائلًا في وجه العدوان الإسرائيلي، وتواصل تقديم الخدمات الطبية المنقذة للحياة للسكان المحاصرين في المنطقة.

المصدر : Transparency News