منذ فترة وممثل حزب الله في منطقة صيدا- الزهراني.."زيد ضاهر".. يكثف زياراته واتصالاته بكافة القوى الصيداوية من جمعيات ومواقع رسمية على احتلافها ودار الفتوى وبعض المواقع الدينية الاخرى، عارضاً خدماته وخدمات حزبه، كما قام حزب الله بتغيير عدد من الوجوه في المواقع المسؤولة الى جانب زيد ضاهر، والهدف كما يقول احد المراقبين هو تقديم صورة جديدة ومفردات مختلفة، ليخفف من الاحتقان والخلاف مع ابناء مدينة صيدا، خاصة بعد غزوة السابع من آيار/ مايو 2008 المجيدة، وبعد معركة عبرا عام 2013..التي اختلطت فيها المفردات بالممارسات من اتهامات الى ارتباطات الى اعتقالات واعتداءات..


بعد ان استكمل مسؤول حزب الله جولاته واتصالاته، وتمهيد الارض للمرجعية الايرانية، اصبح الوقت مناسباً لاطلالة المرجعية الاساس وصاحب الكلمة الفصل واليد العليا.. المستشار الثقافي الايراني في لبنان، كميل باقر.. الذي باشر مهمته مصطحباً مسؤول حزب الله لجولة زيارات وللمشاركة في صلاة الجمعة في مساجد مدينة صيدا، وزيارتها بشكل دوري، ولن اناقش هذه الخطوة من حيث مدلولاتها الدينية والعقائدية لان لها معاني وتفسيرات متناقضة تماماً..

ولكن سياسياً يجب التوقف عندها.. اذ في لقاء ضم شخصيات صيداوية وجنوبية، ناشطة وفاعلة، ابدى الجميع استغرابهم لهذا الحراك الدبلوماسي- الحزبي، المستجد بمواكبة حزب الله مباشرة، ومن خلال القيام بزيارات لها رمزية ودلالات، كالصلاة جماعة خلف امام من اهل السنة والجماعة واخرها كان في المسجد العمري الكبير.. اي انه يحمل اسم الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. ونعرف موقف المرجعية الايرانية منه وكيف تكتب عنه وتتحدث عنه..؟؟؟؟.. ما توقف عنده الحاضرون في هذا اللقاء كان التالي:

  • اما كان من الاجدر والاهم والافضل ان يقوم المستشار الثقافي الايراني ومعه قادة حزب الله بزيارة قرى الجنوب في الخطوط الامامية على اختلاف انتمائها الديني والمذهبي والسياسي، والصلاة في مساجدها وزيارة كنائسها وتشجيع الاهالي على الصمود في مواجهة العدوان الصهيوني..
  • اما كان من المناسب ان تتم زيارة هذه القرى المنكوبة بالقصف والتهجير والتدمير..وتقييم الخسائر وعرض المساعدات الحقيقية والحماية الجدية على العائلات التي تركت منازلها وخسرت ارزاقها ومصادر عيشها والاهم انها خسرت بعض الاحباء من آباء وآبناء واطفال وشيوخ ونساء..!! خاصة وان مسؤولي امن من ايران يقومون بزيارت مكوكية الى لبنان..؟؟؟
  • لماذا هذه الجولة في مدينة صيدا ومن خلال مساجدها والتواصل مع ائمة المساجد..؟؟... اذا كان الهدف تخفيف الاحتقان فهذا معناه ان هناك احتقان بالفعل..!! فهل هذه هي طريقة المعالجة المناسبة..؟؟
  • التصريح الذي حصل عليه حزب الله لجولة المستشار الثقافي الايراني من سماحة مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان. هل يتضمن عرض الخدمات والمساعدات على ائمة المساجد دون العودة لسماحته...؟ اذ هذا ما يتردد بين بعض المشايخ..؟؟ويجب التأكد منه من خلال الاتصال بسماحته وبالمشايخ الذين تواصل معهم المستشار الايراني..؟؟
  • اذا كانت هذه المعطيات صحيحة الا يعتبر عرض المساعدات مباشرة تحت اي عنوان خرق للعرف الدبلوماسي وتدخل مباشر في شؤون المسلمين في مدينة صيدا وعدم احترام مؤسستها الدينية دون العودة اليها.. ؟؟
  • ما هو موقف وزارة الخارجية من هذا الخرق الدبلوماسي اذا كان ما يقال صحيحاً ومؤكداً..
  • أما كان اكثر جدية لو تم عرض تقديم مساعدات طبية للمستشفيات في صيدا والجنوب لمواجهة مخاطر وقوع عدوان صهيوني عل جنوب لبنان..

يقول احد الناشطين الجنوبيين، ان تحقيق وتنفيذ وانجاز المشروع الديني بالنسبة لايران اهم بكثير من ارواح وممتلكات الجنوبيين وارزاقهم ومستقبلهم. والتركيز على زيارة مدينة صيدا باستمرار وعرض الخدمات والمساعدات، انما الهدف منه تأمين بيئة حاضنة لحزب الله والمشروع الايراني، وهي التي استيقظت على ما ارتكبته من اخطاء قاتلة ومدمرة للعيش المشترك خاصةً في مدينة صيدا كما في لبنان والعالم العربي، ويمكن الاشارة الى بعض الارتكابات في مدينة صيدا:

  • ابتلاع والتهام والسيطرة على جزء من الطريق العام امام مجمع الزهراء الديني في مدينة صيدا دون مبرر منطقي او مسوغ قانوني..مما يشكل عائقاً مؤذياً ومعيباً ومعرقلاً حركة اهالي طلاب المدارس والجامعات في المنطقة المحيطة وهي منطقة تجمع للمدارس والجامعات.. والعدد يقارب 25000 الف تلميذ اضافة الى الموظفين من مدرسين وعاملين..اي ان اهالي هؤلاء التلاميذ في مختلف المراحل يفهمون مشروع حزب الله وايران كما يجب ان يفهم.. تماماً.. سيطرة وهيمنة ودون احترام للقوانين والاملاك العامة كما الحياة الخاصة ومصلحة المواطن والوطن..؟؟
  • مراجعة قيادة حزب الله مركزياً كما محليا لم تؤد الى نتيجة ويرفض حزب الله وقف عدوانه على الطريق العام.. وعدم الاستجابة لطلبات اهالي الطلاب والمدرسين العاملين في هذه المؤسسات مع الاسف، مستندا الى فائض القوة والصمت الرسمي مع الاسف..متجاهلاً معاناتهم اليومية..!

زيارات المجاملة لن نقدم حلاً.. الحل يكمن في تعزيز الانتماء الوطني، والالتزام بالدستور نصا وروحاً واحترام الاستحقاقات الدستورية، ووقف الاعتداءات على الاملاك العامة والخاصة، ونشر السلاح وتعميم التسليح وعدم الانخراط في محاور اقليمية، ومنع التهجم على الرموز والمرجعيات الدينية والمذهبية، كل هذا يضع حداً للانقسام الداخلي وحالة الفوضى التي نعيشها..

والسؤال الاهم الذي طرحه احد المشاركين في اللقاء.. في معرض التساؤل..!!

كيف نفهم مواكبة مسؤولي حزب الله للمستشار الثقافي الايراني في جولته.. وطنياً ودينياً وسياسياً... وجنوبياً..؟؟.وعدم زيارته لقرى الجنوب وخاصة قرى الشريط الحدودي..؟؟

 


المصدر : المركز اللبناني للابحاث والاستشارات - حسان القطب