وسيم جانبين - صحافي


في اليوم العالمي لهذا الكائن المظلوم والصبور والمتفاني (الحمار)، نجد أنفسنا ملزمين بتكريمه لما يتحلى به من خصال. الحمار من الحيوانات التي تتحمل العبء وتستمر في السير على الطريق تحت الشمس والمطر دون تأفف. يستحق الحمار فعلاً أن نتعلم منه درسًا في الصبر الذي يُعتبر فضيلةً نبيلة.

وهنا لا يسعنا إلا أن نذكر صبر المواطن اللبناني على زعمائه وفسادهم. إنها مقارنةٌ تعكس واقعًا مريرًا، حيث يضطر المواطن اللبناني إلى تحمل العبء السياسي والاقتصادي الذي يسببه الفساد وسوء إدارة الحكومة. مثلما يصمت الحمار ويتحمل الأحمال مكرهًا، يجد المواطن اللبناني نفسه يتحمل المعاناة، ويتلقى نتائج فساد زعمائه وينام في الليل مع الخوف والقلق على المستقبل.

هي ليست مجرد مقارنة، ففي نهاية المطاف، علينا أن ندرك أن الصبر له حدوده، سواء كان الحديث عن صبر الحمار في تحمل غباء صاحبه أو صبر المواطن اللبناني على فساد زعمائه. يجب أن يأتي الوقت الذي ينهض فيه الجميع ضد الظلم والفساد، ويعملون معًا من أجل مستقبل أفضل لأنه، ولو كان للحمار القدرة على النطق، لنسى همومه وأبدى التعاطف مع الشعب اللبناني وقد يلجأ للرفس أو النهيق تعبيرًا عن غضبه أو تعبه أو انزعاجه.

غريب هذا الشعب الذي انتفض لأن ست سنتات أُضيفت إلى فاتورة الهاتف، ونزل بالملايين إلى الساحات وصبر على مليارات الدولارات من الودائع المنهوبة من تعب سنينه وشقاء عمره!

غريبٌ نعم، لكن الأغرب أن يستمر الصمت والصبر إلى ما لانهاية.

( الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )


المصدر : Transparency News