مع استمرار التوترات والهجمات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط، يثير الهدنة المقترحة في الجنوب اللبناني آمالاً وتساؤلات حول مدى تأثيرها على الأوضاع الإنسانية والسياسية في المنطقة.


مع بداية الهدنة في الجنوب، ينتظر العالم كشف حجم الدمار الذي خلفته الهجمات الإسرائيلية، وسط حديث عن إعادة الإعمار التي ستترتب على ذلك. تختلف الأوضاع الراهنة عن ما كانت عليه بعد العدوان الإسرائيلي في عام 2006، حيث يتزامن الصراع الحالي مع تغيرات جذرية في المشهد الإقليمي والدولي.

في ظل هذه التطورات، تتساءل الجهات المعنية عن إمكانية تكرار الجهود الدولية التي شهدناها بعد الحرب في عام 2006، حيث سعت دول عربية وغربية لتقديم المساعدات في إعادة الإعمار، بينما قدمت إيران مساهمة أساسية عبر مؤسسة "جهاد البناء".

ومع تبدل الأوضاع السياسية والاقتصادية، وتزايد الانقسامات في المنطقة، تتحدث المصادر عن تحديات جديدة تنتظر لبنان، مع عدم استعداد بعض الدول المانحة للمشاركة في جهود إعادة الإعمار قبل تحقيق مطالبها السياسية.

تترقب القرى التي دمرتها الهجمات الإسرائيلية مصيرها، وسط مخاوف من تأخر عمليات الإعمار وتعثر المساعدات الدولية. وفي هذا السياق، تؤكد تصريحات رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي على عجز الدولة عن تحمل تكاليف الإعمار وضرورة تأمين التمويل اللازم من الدول المانحة.

مع هذا التطور، يظهر التفاؤل من جانب السيد حسن نصر الله بقدرة "حزب الله" وإيران على تمويل وتنفيذ عمليات إعادة الإعمار بشكل أفضل مما كان عليه بعد الحرب في 2006. ويشير الأمراء إلى أن المنطقة تقترب من مرحلة ازدهار اقتصادي إذا ما تم تحقيق الاستقرار وتطبيق قرار الأمم المتحدة 1701، وانتخب رئيس يضمن هذا الاستقرار.

مع ذلك، يبقى الجدل مشتعلاً حول مصير المنازل والمتاجر التي دمرتها الحروب، وما إذا كانت الجهات الدولية مستعدة لتقديم المساعدات اللازمة لإعادة الإعمار، مع الأخذ بعين الاعتبار الشروط السياسية المرتبطة بذلك.


المصدر : Transparency News