في خطوة تُعتبر استراتيجية، يُظهر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اهتمامًا متزايدًا بالجبهة الداخلية من بلاده، حيث يُعمِّق جهوده في مكافحة الفساد وتطوير القطاع العسكري، وذلك في إطار استعدادات محتملة لمواجهة تحديات قد تمتد على المدى الطويل.


في ليلة من ليالي الأحد، أثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تكهنات واسعة بشأن مستقبل وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، حيث تداولت الأوساط السياسية والإعلامية شائعات حول إمكانية إقالته ونقله إلى منصب آخر في مجلس الأمن القومي. تبدو هذه الخطوة، التي يُعتبر شويغو أحد أقرب الشخصيات إلى بوتين منذ فترة طويلة، مفاجئة للعديد، خاصةً مع تاريخه الطويل في الحكومة الروسية وعلاقته الوثيقة بالرئيس.

تعتبر إقالة شويغو ونقله إلى منصب آخر خطوة طبيعية لم يمكن تجنبها، نظراً للتساؤلات المتزايدة حول أداء وزارة الدفاع الروسية والفساد المزمن داخلها، وخاصةً بعد "معركة" التمرد التي قادها يفغيني بريغوجين، زعيم مجموعة "فاغنر" في وقت سابق، والتي أثارت اتهامات بالفساد ضد شويغو ونائبه تيمور إيفانوف. هذه الأحداث جعلت الضغط على بوتين لاتخاذ إجراءات قاسية أكثر.

من الملاحظ أن بوتين لم يقم بتغييرات كبيرة في التشكيلة العسكرية، حيث بقي رئيس الأركان فاليري غيراسيموف في منصبه، وهو الشخص الذي تم اتهامه بتقليص الدعم المالي والعسكري لعناصر "فاغنر". يبدو أن بوتين يريد تجنب تغييرات مفاجئة في الوزارة حتى بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية، حيث يُفترض بوتين أن يُعين حكومته الجديدة وفقاً للدستور الروسي.

وعلى الرغم من إقالة شويغو، فإن تعيين أندريه بيلوسوف بديلاً له يُظهر التزام بوتين بإجراء إصلاحات جذرية في الحكومة الروسية، حيث يُعتبر بيلوسوف من أبرز واضعي السياسات الاقتصادية في روسيا وله خبرة واسعة في مجال السياسات الاقتصادية وإدارة الأزمات. تولى بيلوسوف مناصب عدة في الحكومة الروسية ولعب دوراً بارزاً في معالجة تحديات الاقتصاد الروسي، مما يجعل تعيينه وزيراً للدفاع خطوة استراتيجية من قبل بوتين.

بشكل عام، يبدو أن تغييرات في وزارة الدفاع الروسية تأتي في إطار جهود بوتين لمكافحة الفساد وتحسين أداء القطاع العسكري، مع الحفاظ على استقرار البلاد وقوتها العسكرية في وجه التحديات الدولية المتزايدة.


المصدر : Transparency News