عقدت وزارة الصحة العامة اجتماعًا موسعًا في مقرها الرئيسي، ضم كبار المسؤولين في الوزارة وممثلين عن منظمة الصحة العالمية ومفوضية شؤون اللاجئين و اليونيسف، وذلك لمناقشة الوضع الصحي في مخيمات النازحين السوريين في عرسال، خاصة في ضوء نتائج الفحوصات التي تم إجراؤها مؤخرًا والتي أظهرت وجود حالات من الكبد الوبائي أ (الصفيرة) والإسهال الحاد والكوليرا والطفح الجلدي.


حضر الاجتماع مدير العناية الطبية في الوزارة الدكتور جوزف الحلو، ورئيسة برنامج الترصد الوبائي الدكتورة ندى غصن، ورئيسة فريق مركز عمليات طوارئ الصحة العامة وحيدة غلاييني، وممثلين عن منظمة الصحة العالمية، ومفوضية شؤون اللاجئين، ومنظمة اليونيسف، التي تمثلت بالفريقين المسؤولين عن المياه وعن معالجة المياه المبتذلة. كما حضر وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض الاجتماع عبر تقنية زووم.

تم خلال الاجتماع استعراض الوضع الراهن في ضوء ما أظهرته نتائج الفحوصات التي تم إجراؤها في مختبرات الوزارة ومختبرات جامعية لعدد من الحالات المصابة بإسهال وطفح جلدي، كما لمصادر المياه في المنطقة. وتناول البحث أيضًا جهوزية الوزارة وإمكاناتها من لقاحات وأدوية ومستشفيات ورعاية ومختبرات للمساهمة في احتواء الوضع وعدم تفاقمه.

وقدم برنامج الترصد الوبائي تقريرًا عن الوضع الصحي في مخيمات عرسال، وجاء فيه:

  • الكبد الوبائي أ (الصفيرة): تم الإبلاغ عن 17 حالة مشتبهًا بها، تأكدت إصابة حالتين منها. لم يتم تسجيل أي حالة دخول إلى المستشفيات وسيتم تقصي الحالات الأخرى بحثًا عن تلوث في المواد الغذائية أو المياه، ويتم حاليًا جمع عينات مياه وإرسالها إلى المختبرات المرجعية للتأكد من سلامتها ومشاركة نتائجها فور ورودها.
  • الإسهال الحاد والكوليرا: تم الكشف عن حالات محتملة للكوليرا مع إيجابية الفحص السريع. وتم إرسال عينة خروج إلى مختبر الجامعة الأميركية في بيروت وهي قيد الفحص والزرع.
  • الطفح الجلدي: تبين وجود عدة أمراض من الجرب وImpetigo بالإضافة إلى طفح جلدي بقعي حطاطي. وقد تم طلب تقديم العلاج لحالات الجرب وImpetigo عبر مراكز الرعاية الأولية. وفيما خص حالات الطفح البقعي الحطاطي، سيقوم الترصد الوبائي بجمع العينات وفحصها لمرض الحصبة.

من جهتهم، أوضح ممثلو منظمة اليونيسف أن تقلص أموال المانحين إضطرها كجهة منفذة، إلى تقليص كمية المياه النظيفة من عشرين ليترا يوميا لكل شخص إلى اثني عشر ليترا، كما تقليص عدد مرات سحب المياه المبتذلة.

أكد وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض خلال الاجتماع على أهمية التعاون بين جميع الأطراف المعنية لمعالجة الأزمة الصحية في مخيمات عرسال. وقال: "إن هذا الاجتماع الذي يضم كافة الأفرقاء المعنيين بسلامة المياه هو صرخة للمانحين والمجتمع الدولي للوقوف أمام مسؤولياتهم في هكذا ظرف عصيب لا يحتمل أي إهمال أو سوء تقدير!".

وأضاف: "من غير المقبول عدم تأمين استمرارية الخدمات الأساسية وفي مقدمها المياه حرصا على درء المخاطر الصحية التي لن تبقى محصورة في بقعة محددة بل ستتمدد حكما إلى خارج هذه البقعة وتطال المزيد من النازحين مع المجتمع المضيف.".

وأكد الوزير الأبيض على أهمية التحرك بسرعة قبل تفاقم الوضع والحالات، داعيا في الوقت نفسه إلى مراجعة الوزارة والإستفسار عما لديها من معطيات علمية قبل إطلاق تصريحات قد لا تعكس الواقع بدقة.

 


المصدر : Transparency News