في ظلّ الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، تبرز نقابة الصيادلة كحاملة لواء وجع المواطنين والمرضى. ففي خضمّ الأزمات المتلاحقة، يقف الصيادلة صامدين بوجه التحديات، حاملين همّ المرضى ومساندين لهم في رحلة العلاج. يُسلّط هذا المقال الضوء على تصريحات نقيب الصيادلة جو سلوم، التي عبّر فيها عن موقف النقابة من مختلف القضايا، بدءًا من مكافحة تهريب الأدوية المزوّرة، وصولًا إلى فضيحة الحليب الملوّث، مرورًا بضرورة تفعيل الوكالة الوطنية للدواء.


أكد نقيب الصيادلة في لبنان جو سلوم، في برنامج "نقطة عالسطر" من صوت لبنان، أن المشاركة اللافتة في إحياء يوم الصيدلي دليل على أن نقابة الصيادلة تحمل وجع المواطنين والمرضى ووجع لبنان.

وشدد سلوم على أن همّ نقابة الصيادلة هو المريض، وأنها تقف بوجه التهريب والتزوير والأدوية المتدنية الجودة، وتقف بوجه تغيير وجه لبنان الصحي. وأضاف أن "لولا وجود الصيدلي الحارس الأمين لكان القطاع الصيدلي في خبر كان".

وحمّل سلوم مسؤولية التفلت الحاصل في بعض القطاعات للواقع السياسي والمصالح والتجاذبات والمنافع الخاصة، وقال: "نضغط إعلاميًا وشعبيًا على المسؤولين كي يذهبوا معنا إلى نقطة مقبولة بمكافحة تجار الموت الذين يحملون الدواء المزوّر والمهربّ".

ودعا سلوم إلى إصدار المراسيم التطبيقية للوكالة الوطنية للدواء، وقال: "أطلِقوا يد الوكالة الوطنية للدواء التي صدر قرار إنشائها في مجلس النواب منذ سنتين ونصف، لأن ما يحصل اليوم إجرام بحق المرضى. ولو كانت الوكالة المستقلة والشفافة والتي تراقب نوعية الدواء أنشئت لما كنا وصلنا إلى فضيحة الحليب".

وعن فضيحة الحليب، لفت سلوم إلى أن "الحليب المخصص لكبار السن ممنوع أن يحتوي أكثر من 5% من الدهون المشبّعة لأن أكثر من ذلك يسبّب أمراضًا في القلب وارتفاعًا في الضغط والكولسترول السيئ. إلا أن نسبة الدهون المشبعة وصلت إلى 80%، كما أن السكر المضاف وصل في حليب الأطفال إلى نسبة 5% فيما أن البنكرياس لديهم لا يستوعب ذلك ما يؤدي إلى مرض السكري المبكر. ويبدو أن الخبرية ليست جديدة. لذلك يجب أن ترى الوكالة الوطنية للدواء النور سريعًا".

وطالب سلوم وزارة الصحة ولجنة التحقيق بأن تسمّيا منتجات الحليب المضروب لسحبها من الأسواق، وقال: "لا معلومة لديّ عن أي منتج مضروب حتى الآن. ولا يجوز أن يُجهّل المجرم. فآلاف الأطفال تناولوا من الحليب ويجب إجراء فحوصات لهم".

وذكّر سلوم بأنه أصدر قرارًا بسحب مكمّل غذائي من الصيدليات، لكن في حال الحليب وفي غياب أي نتيجة للتحقيق، لا يمكننا سحب كل أنواع الحليب من الصيدليات.

وقال: "من الضروري إنشاء خطة طوارئ تأخذ عينات من كل أنواع الحليب في السوبرماركت والصيدليات وتصدر نتيجة سريعة. فحياة المرضى والأطفال والمواطنين ليست لعبة".

أضاف سلوم: "يجب على مجلس الوزراء أن ينعقد لمناقشة الفضيحة وتشكيل لجنة. ويجب التعويض عمّن تناول الحليب المضروب".

وختم سلوم مشدّدًا على أن الموضوع يحتاج إلى قرار سياسي لمكافحة أشكال التهريب والتزوير والغش.


المصدر : Transparency News