في عالم الرياضة، تُعدّ مكافحة المنشطات من أهمّ القضايا التي تُواجهها الدول والمنظمات الرياضية الدولية. تُؤكّد هذه القضية على ضرورة الحفاظ على روح المنافسة العادلة وحماية حقوق الرياضيين النظيفين.


رفعت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات "وادا" العقوبات التي فرضتها على تونس قبل أسبوعين، والتي أدت إلى اضطرابات في البلاد.

وجاء قرار رفع العقوبات بعد تأكيد "وادا" على حصولها على تأكيدات بـ"دخول مرسوم حكومي مطلوب حيز التنفيذ" وأن الوكالة التونسية لمكافحة المنشطات "نجحت في تحقيق التزاماتها لاستعادة الامتثال" من خلال مواءمة قواعدها الوطنية مع مدونة مكافحة المنشطات العالمية.

وبموجب القرار، أزيلت الوكالة التونسية من لائحة غير الممتثلين للوكالة الدولية بمفعولٍ فوري بعد التصويت من قبل اللجنة التنفيذية لـ "وادا".

خلفية العقوبات:

وكانت "وادا" قد فرضت عقوبات على نظيرتها التونسية في 28 أبريل الماضي، بسبب "عدم قدرتها على التطبيق الكامل لنسخة 2021 من المدونة العالمية لمكافحة المنشطات ضمن نظامها القانوني".

وشملت العقوبات منع تونس من استضافة بطولات إقليمية أو قارية أو عالمية، كما تم رفع العلم التونسي في الألعاب الأولمبية والبارالمبية حتى تعود البلاد إلى كنف "وادا".

إجراءات تصحيحية سريعة:

وعلى إثر هذه العقوبات، وعدت وزارة الشباب والرياضة التونسية باتخاذ إجراءات تصحيحية سريعة.

وأمر الرئيس التونسي قيس سعيّد في 11 مايو بحلّ مكتب اتحاد السباحة وإقالة مسؤولين بمن فيهم المدير العام للوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات، غداة حجب العلم التونسي امتثالا لعقوبات "وادا" خلال بطولة تونس المفتوحة للماسترز للسباحة.

تحقيقات قضائية:

كما تم وضع رئيسا الاتحاد التونسي للسباحة والوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات رهن الاعتقال الاحتياطي على ذمة تحقيق قضائي، كما استدعيَ سبعة مسؤولين آخرين للمثول أمام نيابة بنعروس جنوب تونس.

وأوضح الناطق باسم النيابة محمد صدوق جويني أن المشتبه بهم يواجهون تهم "التآمر ضد الأمن الداخلي" للدولة، و"تكوين عصابة (منظمة) لاقتراف اعتداءات وإحداث الفوضى"، و"المساس بالعلم التونسي".

إقالات:

أعلنت وزارة الشباب والرياضة التونسية أيضًا عن إقالة المدير العام للوكالة الوطنية لمكافحة المنشطات والمندوب الجهوي للشباب والرياضة بمحافظة بنعروس.

عودة إلى كنف "وادا":

يُمثل رفع عقوبات "وادا" انتصارًا للرياضة التونسية، بعد أن واجهت رياضييها خطر عدم المشاركة في البطولات الدولية.

وتؤكّد هذه التطورات على التزام تونس بمكافحة المنشطات والامتثال للمعايير الدولية، ممّا يُبشر بمستقبل واعد للرياضة التونسية على الصعيد العالمي.


المصدر : Transparency News