تصاعدت التوترات بشكل ملحوظ بين إسرائيل وحزب الله، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة شملت غارات جوية إسرائيلية وهجمات صاروخية من حزب الله. في ظل هذه الظروف، تتعقد الأوضاع السياسية والدبلوماسية في لبنان، حيث تواجه البلاد تحديات متزايدة على مختلف الأصعدة. وسط هذه التطورات، تبرز الدعوات للحوار والتفاوض بين الأطراف اللبنانية كضرورة ملحة لتجنب مزيد من التصعيد والوصول إلى حلول تساهم في استقرار الوضع الداخلي والإقليمي.


احتدم الوضع الميداني بين إسرائيل وحزب الله منذ بعد ظهر أمس، حيث شنت إسرائيل غارات استهدفت مدنيين، ورد حزب الله بإطلاق عشرات الصواريخ باتجاه مستوطنات الجليل الأعلى والجولان. تصاعدت الهجمات ليلاً، إذ كثف الجيش الإسرائيلي غاراته، مستهدفاً سيارة في مجدل عنجر ومواقع في أطراف عيناتا وكونين وعديسة، إضافة إلى حولا، مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى.

مصادر مطلعة أكدت أن ما يجري هو "ليّ أذرع" ممتد من غزة إلى الجنوب اللبناني، في وقت دخلت فيه حرب غزة مرحلة الحسم، وسط فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي والمأزق المتفاقم داخل مجلس الحرب الإسرائيلي (الكابينت).

في سياق متصل، ربطت مصادر دبلوماسية بين تصاعد التوترات في الجنوب اللبناني وضرورة استغلال لبنان لهذه الفرصة، وعدم الانتظار، خاصة بعدما بات البقاع مستباحاً. وأشارت إلى دعوات أمريكية وإسرائيلية لاستهداف الضاحية الجنوبية لبيروت.

من جهة أخرى، أفادت مصادر دبلوماسية بأن الموفد الرئاسي الفرنسي جان-إيف لودريان قد يزور طهران لمناقشة دعم إنهاء الشغور الرئاسي في لبنان. ونقل عن الرئيس نبيه بري تأكيده أنه سيدعو إلى جلسات بدورات متتالية، وليس إلى جلسة واحدة بدورات متتالية، في محاولة لحل الأزمة السياسية.

وعلى صعيد آخر، أكد وزير الداخلية القبرصي كونستانتينوس يوانو دعم بلاده مع ثماني دول أوروبية لإعلان أماكن آمنة في سوريا لإعادة النازحين السوريين بعد 13 عاماً من الصراع. كما دعا إلى تقديم المزيد من الدعم المالي للبنان، محذراً من أن انهيار لبنان ستكون له عواقب جسيمة على الاتحاد الأوروبي.

في هذا السياق، أثارت خطوة المفوضية السامية للاجئين بوقف إجراءات البلديات اللبنانية لمنع التجمعات والأعمال غير الشرعية للنازحين السوريين استغراب وزير الداخلية اللبناني. وتمكنت البحرية القبرصية من توقيف مركب يقل 20 سورياً كان متجهاً إلى قبرص، وتمت إعادته إلى البحرية السورية بالتنسيق مع البحرية اللبنانية.

في الجبهة الشمالية، جال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على مناطق شمال إسرائيل قبالة الحدود اللبنانية، مؤكداً التزام إسرائيل بالاستعداد لكل الاحتمالات والخيارات، داعياً إلى ضرب مطلقي الصواريخ والمسيرات من لبنان.

ميدانياً، وسّع الجيش الإسرائيلي نطاق غاراته على الجنوب اللبناني، مستهدفاً الزهراني والنجارية مما أدى إلى استشهاد لبناني وطفلين سوريين وإصابة العديد من الجرحى. ورد حزب الله بإطلاق أكثر من 80 صاروخاً أصابت أهدافها بدقة.

كما شنت المقاومة الإسلامية هجمات صاروخية ومدفعية على مواقع إسرائيلية في الراهب والزاعورة وجل العلام والسماقة في تلال كفرشوبا. وأعلنت حركة حماس استشهاد شرحبيل علي السيد (أبو عمرو) على طريق المصنع بين لبنان وسوريا.

في ضوء هذه التطورات، تزداد الدعوات للحوار والتشاور بين القوى السياسية اللبنانية لتجاوز الأزمة الراهنة وانتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب وقت ممكن.


المصدر : Transparency News