مارون مارون - صحافي


هذا جزء مما قاله فايز قزي عن صديقه الجنرال ميشال عون للزميلة نوال نصر في مقابلة نشرت اليوم في صحيفة نداء الوطن:

يقول القزي : "هو مناور درجة أولى، وقادر على إخفاء نواياه"

نصر: ماذا عن الصفات التي خلصت إليها من علاقة دامت 21 عاما؟

يجيب قزي: "هو رجل يجيد المناورة. لا يصدق في الصداقة. وأناني إلى درجة كبيرة. قادر أن يخون شرفه العسكري من أجل أن يركب على كرسي. هو وقع مراسيم عفو خاصة دون المرور بلجنة العفو لآلاف السوريين والمافياويين والفلسطينيين. أعطاهم الجنسية اللبنانية بمبالغ ضخمة. هو خدعني كما خدع ريمون إده وكل الناس. بدايته كانت حسنة لكنه انتهى خائن درجة أولى".

نصر: هل نفهم من ذلك أنه أذكى من فايز قزي والآخرين؟

يجيب قزي: "في الخيانة نعم وعلى الطريقة اللبنانية شاطر درجة أولى وهو بارع في المناورة أكثر حتى من جبران باسيل". (انتهى الاقتباس)

ما ورد أعلاه ليس بحاجة إلى شرح أو تشريح، ويظهر بوضوح أن الذي يدعي حرصه على استعادة حقوق المسيحيين والحفاظ على وجودهم، كيف باع ضميره والوطن وقبض مبالغ طائلة مقابل توقيع مراسيم عفو وتجنيس لآلاف السوريين والفلسطينيين، هذا عدا عن مئات الملفات التي عاث بها فساد وسمسرات وصفقات وخيانة، والمضحك المبكي، أنه يزايد اليوم بملف الوجود السوري غير الشرعي، وهو الذي منحهم الهوية اللبنانية بكامل الحقوق القانونية.

نعم، ميشال عون خائن ومجرم، وهو عدو لبنان الأول وعدو المسيحيين الأخطر، ليس فقط لأنه ربيب الفساد والسرقات، بل لإمعانه أيضا في تغيير وجه لبنان الديمغرافي، ولأنه -أيضا وأيضا- نفذ المهام الموكلة إليه باحتراف، فدمر المناطق المسيحية بين العامين 88 و90 وهجر عشرات الآلاف من العائلات المسيحية من خلال حربي الإلغاء والتحرير، فضرب البندقية المسيحية واستحضر جيش الاحتلال السوري إلى المناطق الحرة في 13 تشرين 1990، فيما وفر له جيش الاحتلال خروجا آمنا، كخروج أي عميل من معقله.

وقبل هذه وتلك تمكن المجرم عون من تهجير منطقة شرق صيد يوم كان قائدا للجيش في العام 1985، ونكث بوعده للقيادة السياسية وللقوات اللبنانية التي طلب منها الانسحاب تمهيدا لدخول الجيش اللبناني، إلا أن الذين دخلوا كانوا مليشيات مختلطة فلسطينية ولبنانية، بحيث استباحوا كل شيء، فأحرقوا ودمروا وارتكبوا المجازر وسرقوا خيرات الناس، ولم يرف جفن عون ولم يرسل الجيش، بل أرسل تحياته للزمر الذين نفذوا المهمة بإتقان .. لم يكتف عون بما ارتكبه من فظائع، فتابع مهامه منذ عودته من جادات باريس، فأدخل مفهوم التعطيل إلى الحياة السياسية ونحر الدستور وضغط على القوانين المرعية، وأقفل المجلس النيابي لمدة 29 شهرا بهدف الاستيلاء على رئاسة الجمهورية. فعلى مدى ست سنوات أفرغ عون كل حقده ومخزون عمالته بحق الشعوب اللبناني كافة من على منبر بعبدا، كما تخلى عن مقدرات الدولة لمصلحة الدويلة، وقاد لبنان إلى الانهيار الكبير على كافة المستويات، أي إلى جهنم حسب وصفه الذي لم يخجل به، ولم يمنعه عمره من إطلاق تعابير، خلال مدة تعاطيه الشأن العام، لا تليق حتى بأبناء الشوارع والأزقة والملاهي.

وبعد، هل من يسأل لماذا تحول "التيار" إلى "تيارات متناحرة" تنهش بعضها؟

إنه غيض من فيض رجل هو بمكانة لعنة قدر حلت على وطننا لأربعة عقود من الزمن وتأثيرها باق طالما بقي لهذا الاسم مخلفات تسير على نهجه وخطاه وعمالته والسلام.


(هذه الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )


المصدر : Transparency News