في يومٍ حزين لإيران، تلقّت الأنباء الصادمة عن وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان في حادث تحطم مروحية بشمال شرقي البلاد. هذا الحدث الأليم يثير الأسئلة حول مستقبل إيران وعمليات الانتقال السياسي، مما يجعل العالم بأسره يراقب بقلق واهتمام ما سيحدث في الأيام القادمة.


أكد مسؤول إيراني لوكالة رويترز ووسائل الإعلام الإيرانية، اليوم الاثنين، أن الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبد اللهيان لقيا مصرعهما في حادث تحطم مروحية شمال شرقي البلاد. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" أن مجلس الحكومة يعقد اجتماعًا طارئًا بعد وفاة الرئيس ورفاقه، مشيرة إلى أنه سيتم الإعلان قريبًا عن موعد ومكان مراسم وداع الرئيس والوفد المرافق له.

من المتوقع أن يتولى محمد مخبر، المرشح الأول لخلافة رئيسي، رئاسة البلاد بشكل مؤقت. ويشغل مخبر حالياً منصب النائب الأول للرئيس. وفقاً للدستور الإيراني، يتولى النائب الأول لرئيس الجمهورية مهام الرئاسة بتأكيد من الزعيم الأعلى في حال وفاة الرئيس أو عجزه عن أداء مهامه.

ينص الدستور الإيراني، في المادة 113، على أن رئيس الجمهورية هو أعلى مسؤول رسمي في البلاد بعد المرشد الأعلى، ويتحمل مسؤولية تنفيذ الدستور ورئاسة السلطة التنفيذية. وتوضح المادة 131 أنه في حالة وفاة الرئيس أثناء توليه المنصب، يتولى نائبه الأول مهامه بشكل مؤقت حتى يتم انتخاب رئيس جديد خلال مدة أقصاها 50 يوماً. يتولى ترتيب هذه الانتخابات مجلس يتألف من النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس البرلمان ورئيس السلطة القضائية.

في السياق ذاته، كان رئيسي قد انتُخب في عام 2021، وبموجب الجدول الزمني العادي، كانت الانتخابات الرئاسية المقبلة مقررة في عام 2025. ومع ذلك، من المتوقع الآن أن تُجرى الانتخابات في أوائل يوليو، وفقاً لما ينص عليه الدستور في حالات الطوارئ مثل وفاة الرئيس.

تأتي هذه الفاجعة في ظل ظروف جوية سيئة، مما أعاق جهود فرق الإنقاذ في الوصول إلى موقع الحادث بسرعة. وأفادت التقارير أن المروحية تحطمت في منطقة جبلية نائية، مما زاد من صعوبة عمليات الإنقاذ. وقد استمرت فرق الإنقاذ في تمشيط المنطقة وسط ضباب كثيف وأمطار غزيرة بحثاً عن أي ناجين أو أدلة حول أسباب الحادث.

يعد هذا الحادث ضربة كبيرة للقيادة الإيرانية، خاصةً في وقت حساس تمر به البلاد. وقد عبرت عدة دول عن تعازيها لإيران، مؤكدة استعدادها لتقديم أي دعم أو مساعدة ممكنة. من المتوقع أن يتم إرسال فرق تحقيق متخصصة إلى موقع الحادث لتحليل بقايا المروحية ومعرفة الأسباب التي أدت إلى تحطمها.

في ظل هذه الظروف العصيبة، تتجه أنظار الشعب الإيراني والعالم إلى كيفية تعامل الحكومة الإيرانية مع هذا الفراغ القيادي وكيفية ترتيب الانتخابات الرئاسية القادمة. كما تتزايد التحديات أمام القيادة المؤقتة في الحفاظ على استقرار البلاد وضمان انتقال سلس للسلطة. وقد أبدى الشعب الإيراني حزنه العميق لهذه الفاجعة، معبراً عن تضامنه مع أسر الضحايا ومؤكداً على أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة هذا المصاب الجلل.


المصدر : سكاي نيوز عربية + وكالات