في لبنان، تعيش الأوساط السياسية والشعبية حالة من التوتر والقلق، يُثيرها تداعيات الأحداث الإقليمية المتلاحقة وتأثيرها المباشر على الوضع الداخلي. فمن الحرب على غزة وتداعياتها في الجنوب اللبناني، إلى حادثة مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وتكهنات حول تغييرات محتملة في السياسة الإيرانية، تعيش لبنان لحظات تاريخية مشحونة بالتحديات والتوترات. في هذا السياق، تتزايد المخاوف من استمرار تعثر إنجاز الإستحقاق الرئاسي في ظل تأزم الأوضاع السياسية والإقليمية.


تشهد الأوساط اللبنانية حالة من الحذر والقلق نتيجة للتطورات الإقليمية المتلاحقة، حيث تتراوح بين الحرب على غزة وتبعاتها في الجنوب اللبناني، وحتى مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادثة سقوط طائرته. وهذه التحولات تفتح باب التكهنات بشأن تداعياتها المحتملة، بما في ذلك تأثير تصاعد النشاط المتشدد في طهران على السياسة الإيرانية وتغييرات محتملة في سياسة الإنفتاح التي قادها رئيسي في السنتين الماضيتين.

من جانب آخر، يتجلى القلق أيضًا في إرباك استكمال الإستحقاق الرئاسي في لبنان، حيث يعاود كلما اقتربت اللجنة الخماسية خطوة إلى الأمام، إلا وتُطوقها حادثة إقليمية تعيدها إلى الوراء. فبعد إعلان الخماسية عن خريطة طريق مبدئية للإنتخابات الرئاسية، تفاجأ الجميع بوفاة الرئيس الإيراني، مما جعل كل الأضواء تتجه نحو إيران.

وتزيد من تعقيد المشهد السياسي اللبناني الإنقسامات السياسية التي تعيق تقدم جهود الخماسية، فالتباينات حول مصير المرشحيْن المحتملين، سليمان فرنجية وجهاد أزعور، تعتبر عقبة كبيرة. ففي ظل مطالب المعارضة بتغيير المرشحين واستبعادهما، يتمسك فريق الممانعة بالإبقاء على اسميهما في السباق الرئاسي.

وفي محاولة لحل هذه الأزمة، يستمر سفراء الخماسية في لقاءاتهم مع القيادات اللبنانية، في محاولة لتشجيع التوافق وتذليل العقبات التي تعترض الطريق نحو انتخاب رئيس جديد. وفي هذا السياق، يُرتقب وصول الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت لعرض نتائج جولاته السابقة وبحث سبل دعم الجهود اللبنانية لتجاوز الأزمات الراهنة.

وتأتي هذه الجهود في ظل دعم دولي مستمر من قبل فرنسا والولايات المتحدة، حيث يعمل السفراء الخمسة على تشجيع اللبنانيين على التوافق وإنجاز الإستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن. وتُعد زيارة لودريان إلى بيروت في هذا الوقت بمثابة دعم إضافي لهذه الجهود، وفرصة لتقديم الدعم الفرنسي في سبيل استعادة الاستقرار والعمل على تجاوز الأزمات التي تعصف بلبنان.


المصدر : Transparency News