أكدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، في مقابلة حديثة، ثقتها الكاملة في قدرة البنك على السيطرة على التضخم في منطقة اليورو. جاءت تصريحاتها وسط توقعات بقرب خفض أسعار الفائدة، وتحذيرات بشأن الاستعداد لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية المحتملة، بما في ذلك إمكانية إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة.


أكدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، في مقابلة بثت الثلاثاء، أنها "واثقة تمامًا" من أن التضخم في منطقة اليورو تحت السيطرة مع تلاشي تأثير أزمة الطاقة واختناقات سلاسل التوريد. وأوضحت لاغارد، في المقابلة التي بثها تلفزيون "آر تي إي" الأيرلندي، أن التوقعات الاقتصادية تشير إلى اقتراب معدلات التضخم من الهدف المحدد للبنك المركزي.

وأشارت لاغارد إلى أن البنك المركزي الأوروبي يقترب من اتخاذ قرار بشأن خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل المقرر عقده في السادس من يونيو. ومع ذلك، لفتت إلى أن النقاشات بين صانعي السياسات بدأت تركز الآن على الاتجاه الذي ستتخذه أسعار الفائدة بعد هذا القرار المتوقع.

وقالت لاغارد: "أنا واثقة حقا من أن التضخم تحت السيطرة". وأضافت وفقًا لنص المقابلة: "التوقعات التي لدينا للعام المقبل والعام الذي يليه تقترب كثيرًا جدًا من الهدف، إن لم تكن عنده تمامًا. لذا، أنا واثقة بأننا قد دخلنا مرحلة السيطرة".

من جهة أخرى، شددت لاغارد على ضرورة أن تستعد أوروبا لإمكانية إعادة انتخاب دونالد ترامب كرئيس للولايات المتحدة الأميركية. وأكدت أن ذلك "ستكون له عواقب على أوروبا... سواء كان ذلك من خلال الرسوم الجمركية أو من خلال طرق ووسائل أخرى". وأشارت إلى أن التأثيرات المحتملة لعودة ترامب إلى البيت الأبيض تتطلب من القادة الأوروبيين الاستعداد والتخطيط المسبق لمواجهة أي تغييرات قد تطرأ على العلاقات التجارية والسياسية بين أوروبا والولايات المتحدة.

يأتي هذا في الوقت الذي يواجه فيه الاقتصاد الأوروبي تحديات متعددة، من بينها التعافي من تأثيرات جائحة كورونا، والحرب في أوكرانيا، وتقلبات أسواق الطاقة. ويعمل البنك المركزي الأوروبي على تحقيق استقرار الأسعار ودعم النمو الاقتصادي في المنطقة، مع الحرص على ضبط التضخم ضمن النطاق المستهدف.

وفي ظل هذه التحديات، أكدت لاغارد أن البنك المركزي الأوروبي سيظل ملتزما بتقديم الدعم اللازم للاقتصاد الأوروبي، والعمل على تعزيز الثقة والاستقرار في الأسواق المالية. وأعربت عن تفاؤلها بقدرة الاقتصاد الأوروبي على تجاوز الصعوبات الحالية والوصول إلى مستويات نمو مستدامة في المستقبل القريب.

ختامًا، تبرز تصريحات لاغارد التفاؤل بشأن مستقبل الاقتصاد الأوروبي والسيطرة على التضخم، لكنها في الوقت ذاته تدعو إلى الحذر والاستعداد للتغيرات السياسية العالمية التي قد تؤثر على المنطقة.


المصدر : Transparency News