في خطوة تعكس تعقيدات المشهد السياسي في الشرق الأوسط، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن الاعتراف بدولة فلسطين "ليس من المحظورات"، مع التأكيد على ضرورة توافر الظروف الملائمة لتحقيق تأثير فعلي على عملية السلام. جاء هذا الإعلان بالتزامن مع اعتراف إسبانيا وإيرلندا والنرويج بدولة فلسطين، مما أثار ردود فعل متباينة على الساحة الدولية.


أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن الاعتراف بدولة فلسطين "ليس من المحظورات"، مشيرة إلى أن الظروف الحالية لا تسمح بأن يكون لهذا القرار تأثير فعلي على عملية السلام الهادفة إلى تحقيق حل الدولتين. وقال وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، في تصريح لوكالة "فرانس برس"، إن اتخاذ مثل هذا القرار يجب أن يكون مفيداً ويحقق تقدماً حاسماً على الصعيد السياسي، مؤكداً أنه ينبغي اتخاذه في الوقت المناسب لتحقيق فرق ملموس.

وأضاف سيجورنيه، الذي استقبل صباح اليوم الأربعاء نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أن الأمر لا يتعلق فقط بمسألة رمزية أو بالتموضع السياسي، بل هو أداة دبلوماسية تهدف إلى تحقيق حل الدولتين اللتين تعيشان جنباً إلى جنب بسلام وأمن. 

وجاءت تصريحات سيجورنيه في أعقاب إعلان إسبانيا وإيرلندا والنرويج عن قرارها المنسق بالاعتراف بدولة فلسطين، معربة عن أملها في أن تحذو حذوها دول أخرى. وأثارت هذه الخطوة ردود فعل متباينة، حيث استدعت إسرائيل على الفور سفراء الدول الثلاث "للتوبيخ"، كما استدعت السفراء الإسرائيليين من هذه الدول للتشاور.

ورحبت الرئاسة الفلسطينية بالإعلان، معتبرة أنه يمثل "لحظات تاريخية ينتصر فيها العالم الحر للحق والعدل بعد عقود من الكفاح". كما أعربت حركة حماس عن تأييدها للقرار، واصفة إياه بأنه "خطوة مهمة على طريق تثبيت حقنا في أرضنا وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".

هذا وقد أشارت الخارجية الفرنسية إلى أن الاعتراف بدولة فلسطين يجب أن يتم بطريقة تساهم في دعم جهود السلام، وليس فقط كخطوة رمزية. وأكد سيجورنيه على أهمية استخدام هذا القرار كأداة دبلوماسية لتعزيز عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشدداً على ضرورة توفير الظروف الملائمة لتحقيق تقدم فعلي.

وتأتي هذه التطورات في ظل تعقيدات مستمرة في عملية السلام بالشرق الأوسط، حيث تواجه جهود تحقيق حل الدولتين تحديات متعددة على الصعيدين السياسي والدبلوماسي. وفي هذا السياق، تعمل فرنسا ودول أخرى على محاولة إيجاد طرق لدفع العملية السلمية قدماً، رغم العقبات المستمرة.

ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوات الدبلوماسية إلى مزيد من التوترات بين إسرائيل والفلسطينيين، إلا أنها تعكس رغبة بعض الدول الأوروبية في تحقيق تقدم ملموس نحو حل النزاع. وفي هذا الإطار، تبقى آمال المجتمع الدولي معلقة على إمكانية إيجاد حلول دائمة تحقق السلام العادل والشامل في المنطقة.


المصدر : Transparency News