أظهرت دراسة علمية حديثة وجود صلة قوية بين التعرض لدرجات الحرارة المتطرفة، سواء كانت شديدة الحرارة أو شديدة البرودة، وارتفاع معدلات الوفيات الناجمة عن السكتة الدماغية، خاصةً في الدول النامية.


وأجرى الدراسة باحثون في كلية "تي إتش تشان" للصحة العامة بجامعة هارفارد، حيث حللوا بيانات من 522 مدينة في 25 دولة على مدار 40 عامًا. وكشفت النتائج عن أن كل 1000 حالة وفاة بالسكتة الدماغية، ارتبطت 11 حالة منها بتعرض الأشخاص لظروف مناخية قاسية.

وبينت الدراسة أن تأثير درجات الحرارة المتطرفة على معدلات الوفيات بالسكتة الدماغية كان أكثر وضوحًا في البلدان ذات الدخل المنخفض، مقارنةً بالبلدان ذات الدخل المرتفع. ويعود ذلك إلى أن الفئات الأكثر ضعفًا، مثل كبار السن والمرضى، في الدول النامية، تفتقر إلى الموارد والخدمات الصحية الكافية للتكيف مع التغيرات المناخية والتأثيرات الصحية المصاحبة لها.

وفسر الباحثون هذه النتائج بتأثير درجات الحرارة المتطرفة على وظائف القلب والأوعية الدموية. ففي الأيام شديدة الحرارة، يزداد معدل ضربات القلب وضغط الدم، مما يُشكل عبئًا إضافيًا على الجهاز الدوري، خاصةً لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض قلبية أو ارتفاع ضغط الدم.

أما في الأيام شديدة البرودة، تنقبض الأوعية الدموية، مما قد يعيق تدفق الدم إلى الدماغ، ويزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

وتُعد هذه الدراسة إضافة هامّة لفهمنا لتأثيرات تغير المناخ على الصحة العامة، وتُسلط الضوء على الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات عاجلة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والتكيف مع التغيرات المناخية التي لا مفر منها، لحماية صحة الإنسان، خاصةً في الفئات الأكثر ضعفًا.


المصدر : وكالات