شادي الياس


كما العديد من دول الصراع في الشرق الأوسط المرتبطة بحروب عقائدية واقتصادية والتي لا يمكن حلّ قضاياها في العشرات السنين القادمة، كذلك هو الصراع الصيني التايواني الذي لن ينتهي مع حروب عالمية باردة كانت أما ساخنة.
استفاق العالم صباح الخميس ٢٣ أيار ٢٠٢٤ على مناورات حربية وعمليات تطويق جوية وبحرية لتايوان ستستمر ليومين، من أجل التهديد وتوصيل رسائل إخضاع نتيجة تصريحات منذ ثلاثة أيام للاي تشينغ تي الرئيس المنتخب الجديد لتايوان، الذي اعتبرته الصين حرفيا "بالانفصالي الخطير".
لاي تشنيع تي الرئيس الجديد للجزيرة المستقلة عن جغرافيا الصين التاريخية والتي تتمتع بدعم أميريكي وأوروبي كامل، كانت العيون الدولية مراقبة للتطورات الرئاسية الأخيرة، منهم من اعتقد إن تايوان ستعود للحضن الصيني الهندي الجنوب أفريقي، فأتت الآمال معاكسة، لذلك بدأت اليوم الصين مناوراتها التي ستنعكس حتما على الأسواق الاقتصادية العالمية.
هذا الصراع سيستمر لسنوات وعقود، لأنه مرتبط بالصراع الصيني الأميريكي وتحالفاته وموازين قواه، والسلاح التايواني الأميريكي الإستراتيجي ومصالح الأميريكيين في تايوان خط أحمر كما وصفه كسينجر في مذكراته، وبالتالي الضربات الدقيقة التي وعدت فيها الصين ستكون عاملا مؤججا للصراع الصيني في الأيام القادمة، علما أن الطرفين يتحدثون عن نية المحادثات السلمية، ولكن ماذا تحمله الأيام القادمة في هذا الملف يبقى قيد المراقبة.

( الآراء الواردة في المقال تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر موقع "Transparency News" )