تعهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بجعل باريس "مدينة ذكاء اصطناعي" رائدة، وذلك في خطوة تهدف إلى تعزيز مكانة فرنسا في السباق العالمي لتطوير هذه التكنولوجيا المتطورة.


وأعلن ماكرون، خلال خطاب ألقاه أمام حشد من كبار الشخصيات في مجال التكنولوجيا والسياسة ومفوضي الاتحاد الأوروبي في قصر الإليزيه، عن تأسيس صندوق استثماري جديد مخصص لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي والنظم الكمية، بالإضافة إلى برامج تدريبية لبناء قدرات تقنية قوية.

وتأتي هذه التصريحات قبيل انعقاد معرض "VivaTech" للتكنولوجيا في باريس هذا الأسبوع، والذي يتوقع أن يجذب ما يقارب 150 ألف زائر خلال فعالياته التي تستمر لأربعة أيام.

وأكد ماكرون على أهمية المضي قدمًا في هذا المجال، مشددًا على أن "معركة الذكاء الاصطناعي بالنسبة لفرنسا وأوروبا هي معركة وجودية ستحدد قدرتهما على تكوين الثروة".

وأوضح أن الصندوق الجديد سيُخصص له مبلغًا كبيرًا، وأن ربعه سيتم تمويله من قبل الدولة الفرنسية.

وحدد الرئيس الفرنسي خمسة مجالات رئيسية ستركز عليها "معركة" الذكاء الاصطناعي: المواهب، والبنية التحتية، والاستخدامات، والاستثمار، والحوكمة.

لجذب المواهب، سيتم تخصيص 400 مليون يورو في إطار البرنامج الجديد لـ 9 جامعات بهدف تعزيز أبحاث الذكاء الاصطناعي وتطوير القدرات في هذا المجال.

وأكد ماكرون على أهمية التدريب، وحدد هدفًا لتدريب ما بين 40 ألفًا إلى 100 ألف شخص سنويًا، مشددًا على ضرورة زيادة مشاركة النساء في هذا المجال.

وكشف الرئيس الفرنسي أيضًا عن مبادرات أخرى تهدف إلى توسيع نطاق معرفة المواطنين بالتكنولوجيا، مؤكدًا على ضرورة عدم إقصائهم.

أضاف ماكرون: "السؤال الذي يواجه فرنسا وأوروبا هو: هل سنتخذ القرارات اللازمة بشأن الاستثمارات وسياسة الدعم التي ستمكننا من العودة بشكل كامل إلى المنافسة الدولية؟".

ووصف ماكرون هذه اللحظة بـ "لحظة صحوة استراتيجية" تتطلب خيارات عميقة فيما يتعلق بالبحث والتدريب والاستثمار.

وأعلن دون ذكر مزيد من التفاصيل: "هدفنا هو إضفاء الطابع الأوروبي على الذكاء الاصطناعي، وسوف نبدأ بمبادرة فرنسية ألمانية".

تسعى فرنسا من خلال هذه المبادرات الطموحة إلى تعزيز مكانتها كمركز رائد للابتكار والتكنولوجيا، وجذب الشركات الناشئة والمستثمرين في مجال الذكاء الاصطناعي من جميع أنحاء العالم.

وتأتي هذه الجهود في إطار سعي فرنسا لضمان قدرتها على المنافسة في العصر الرقمي، والاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي الهائلة لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي.


المصدر : وكالات