في خضم التوترات المستمرة بين إسرائيل وحركة حماس، تتجه الأنظار إلى جولة جديدة من المفاوضات المرتقبة بين الطرفين، التي تهدف إلى التوصل لاتفاق لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة. تأتي هذه التطورات بعد اجتماع رفيع المستوى بين مسؤولين من إسرائيل والولايات المتحدة وقطر، ما يعزز الآمال بإحراز تقدم ملموس في هذا الملف الشائك.


من المتوقع أن تستأنف خلال الأيام المقبلة مفاوضات الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، وفقًا لما صرح به مصدر مطلع يوم السبت. هذا القرار يأتي بعد اجتماع رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ورئيس وزراء قطر، الذين يشاركون في جهود الوساطة.

وأوضح المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته نظرًا لحساسية الموضوع، لوكالة "رويترز" أن الاجتماع أسفر عن قرار بدء المفاوضات هذا الأسبوع، بناءً على مقترحات جديدة بقيادة الوسيطين مصر وقطر، وبمشاركة أمريكية نشطة.

كما كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن المفاوضات ستستأنف الأسبوع المقبل اعتمادًا على المقترحات التي قدمها الوسطاء. وأكدت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الوسطاء قدموا اقتراحًا جديدًا لصفقة تبادل، مشيرةً إلى أن المباحثات التي جرت في باريس هدفت إلى بناء أرضية تتيح التقدم في المفاوضات.

وفي هذا السياق، أفادت "القناة 12" الإسرائيلية بأن رئيس الموساد، ديدي بارنيع، التقى مع رئيس وكالة المخابرات المركزية، وليام بيرنز، ورئيس وزراء قطر، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في باريس. تم خلال الاجتماع مناقشة بناء بنية تحتية تتيح التقدم في فتح مفاوضات متجددة من أجل إطلاق سراح المختطفين. وعاد بارنيع إلى إسرائيل صباح اليوم بعد انتهاء الاجتماع.

تأتي هذه الجهود في ظل التوترات المستمرة بين إسرائيل وحماس، حيث تتبادل الأطراف الاتهامات بشأن المسؤولية عن الجمود في المحادثات. إسرائيل تصر على عدم قبول طلب حماس بإنهاء الحرب قبل إطلاق سراح الرهائن، بينما تطالب حماس بالإفراج عن السجناء الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل كجزء من أي اتفاق محتمل.

وقد أشار المسؤولون الإسرائيليون إلى أن هذا الجهد الجديد يهدف إلى تحقيق تقدم ملموس بعد شهور من الجمود. ويأمل الوسطاء الدوليون، بقيادة مصر وقطر وبدعم من الولايات المتحدة، في تقريب وجهات النظر بين الجانبين والوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف ويضع حدًا لمعاناة الأسرى وأسرهم.

تجدر الإشارة إلى أن المحاولات السابقة للتوصل إلى اتفاق كانت تواجه عقبات كبيرة بسبب الخلافات الجوهرية بين الطرفين، مما يجعل هذه الجولة من المفاوضات حاسمة لتحقيق تقدم ملموس في هذا الملف الإنساني الشائك.


المصدر : Transparency News