وسط تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية في لبنان، تشكل زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بارقة أمل في جهود المجتمع الدولي لدعم الاستقرار في البلاد. يسعى لودريان لتعزيز الحوار بين الأطراف اللبنانية وتسريع عملية انتخاب رئيس للجمهورية، في وقت تتشابك فيه التحديات الداخلية مع التداعيات الإقليمية والدولية.


أثار زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان اهتماماً واسعاً، حيث أشار النائب بلال الحشيمي في حديث لجريدة الأنباء الإلكترونية إلى أن لودريان سيحاول تعزيز الدور الفرنسي ودعم بلاده للبنان عبر العمل على انتخاب رئيس الجمهورية وفصل جبهة الجنوب عن غزة. ومع ذلك، أوضح الحشيمي أن استمرار دعم الثنائي الشيعي للوزير السابق سليمان فرنجية وتصريحات أمين عام حزب الله حسن نصرالله حول استمرار الحرب وربطها بغزة يعقدان من عملية انتخاب رئيس جمهورية حتى انتهاء الحرب في غزة.

وفي السياق ذاته، صرح النائب نزيه متى بأن الفرنسيين والمجتمع الدولي يستحقون الشكر على اهتمامهم بموضوع رئاسة الجمهورية اللبنانية، مشيراً إلى أن هناك قوى داخلية تسعى لربط الملف الرئاسي بالحرب في غزة. كما دعا متى الثنائي الشيعي إلى اتخاذ خطوة إيجابية نحو حل الموضوع الرئاسي، متهماً إياهم بمحاولة جعل لبنان دولة تابعة لإيران والتركيز على حماية ظهر المقاومة، مما أدى إلى تجاهل الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعاني منها لبنان منذ خمس سنوات.

وشدد متى على ضرورة انتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن لوضع لبنان على الطريق الصحيح ومعالجة الأزمة الاقتصادية قبل أي شيء آخر. وأكد أن الوضع الحالي يعكس مدى تعقيد المشهد السياسي في لبنان، حيث يتداخل البعد المحلي مع الأبعاد الإقليمية والدولية.

تأتي زيارة لودريان في ظل وضع متأزم، حيث تسعى فرنسا إلى لعب دور إيجابي في حل الأزمة اللبنانية من خلال تعزيز الحوار بين الأطراف المختلفة ودعم الاستقرار في البلاد. ومع ذلك، فإن التحديات الكبيرة التي تواجه لبنان، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية، تتطلب جهوداً مشتركة من جميع الأطراف المعنية.

وفي ظل الأوضاع الراهنة، يبقى التساؤل حول قدرة لودريان على تحقيق تقدم ملموس في ملف انتخاب رئيس الجمهورية وسط التحديات الكبيرة التي يواجهها لبنان. كما تبرز أهمية التعاون الدولي والإقليمي لدعم استقرار لبنان وتحقيق تقدم في معالجة أزماته المتعددة.

إن زيارة لودريان تعكس التزام فرنسا والمجتمع الدولي بمساعدة لبنان، لكنها أيضاً تسلط الضوء على الحاجة الملحة للوحدة الوطنية والتعاون الداخلي لتحقيق الاستقرار والتقدم في البلاد. ويبقى الأمل معقوداً على قدرة الأطراف اللبنانية على تجاوز خلافاتهم والعمل معاً من أجل مستقبل أفضل للبنان.


المصدر : Transparency News