تُطل مدينة طرابلس، ثاني أكبر مدن لبنان، على تاريخ عريق يمتد لآلاف السنين، تاركًا بواباته مفتوحة على حضارات عريقة، من فينيقية إلى رومانية وبيزنطية وإسلامية، لتُزين ساحل البحر المتوسط بمزيج فريد من الثقافات والحضارات. في العام 2024، حظيت طرابلس بشرف التتويج بـ "عاصمة الثقافة العربية"، لتُصبح قبلةً لعشاق التاريخ والجمال، ومركزًا إشعاعيًا للثقافة العربية بمختلف أشكالها.


بعد طول انتظار، نالت مدينة طرابلس اللبنانية لقب "عاصمة الثقافة العربية لعام 2024"، وذلك في احتفالية رسمية أقيمت في معرض رشيد كرامي الدولي، وسط المدينة يوم الجمعة الماضي.

ويأتي هذا التتويج بعد تأجيله مرتين، بسبب ظروف لبنان الصعبة، من انفجار مرفأ بيروت إلى جائحة كورونا.

وتُعد طرابلس، ثاني أكبر مدينة في لبنان، من أعرق المدن العربية، وتتميز بتاريخها الحضاري العريق، بدءًا من العهد الفينيقي، مرورًا بالفترات الرومانية والبيزنطية والإسلامية، وصولًا إلى العصر الحديث.

وتزخر المدينة بمعالمها الأثرية والثقافية، من مساجد وكنائس وخانات وحمامات ومدارس وسوق وقصور، ناهيك عن موقعها المميز على ساحل البحر المتوسط، وإطلالتها على جبال الأرز ووادي قاديشا.

ويرى كثيرون في هذا التتويج فرصة ذهبية لإعادة إحياء تراث المدينة العريق، وتعزيز دورها الثقافي والسياحي، وجذب الاستثمارات إليها.

لكن في المقابل، يواجه هذا الحلم بعض التحديات، أبرزها الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها لبنان، وعدم الاستقرار الأمني في بعض المناطق، بالإضافة إلى نقص الموارد والبنى التحتية.

ويطالب بعض أبناء المدينة بوضع خطط استراتيجية واضحة لتحسين مظهر المدينة، وإعادة تأهيل معالمها الأثرية، وتفعيل دور المؤسسات الثقافية، وجذب السياح من مختلف أنحاء العالم.

ويؤكدون على أن طرابلس تمتلك كل المقومات لتصبح عاصمة للثقافة العربية، شبيهة بإسطنبول، إذا ما حظيت بالاهتمام والدعم من الدولة.

وتشهد المدينة حاليًا العديد من المشاريع الهادفة إلى تنميتها وتطويرها، مثل مشاريع توأمة مع مدن تركية، وإعادة إحياء مكتبة دار العلم، التي كانت من أكبر المكتبات في العالم خلال العصر الفاطمي.

ويبقى السؤال مفتوحًا: هل ستتمكن طرابلس من تجاوز هذه التحديات وتحويل حلمها إلى حقيقة، وتثبت جدارتها بلقب "عاصمة الثقافة العربية 2024"؟


المصدر : Transparency News