يُعد مرض باركنسون من الأمراض العصبية التنكسية التي تُصيب الملايين حول العالم، وتتميز بفقدان الخلايا العصبية في الدماغ، مما يؤدي إلى أعراض مثل الرعاش والتصلب والبطء في الحركة.


 كشفت دراسة جديدة عن وجود علاقة عكسية بين شرب القهوة واحتمال الإصابة بمرض باركنسون، مما يشير إلى أن تناول القهوة بانتظام قد يكون له تأثير وقائي من هذا المرض العصبي التنكسي.

وتناولت الدراسة، التي نُشرت في مجلة "علم الأعصاب"، بيانات أكثر من 200 ألف شخص، وتتبعت حالات الإصابة بمرض باركنسون على مدار 11 عامًا.

ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين شربوا أكثر من 7 أكواب من القهوة يوميًا كانوا أقل عرضة للإصابة بمرض باركنسون بنسبة 22٪ مقارنة بغير شاربي القهوة أو أولئك الذين شربوا كميات قليلة.

وحتى بعد الأخذ بعين الاعتبار عوامل أخرى قد تساهم في الإصابة بمرض باركنسون، مثل التدخين وشرب الكحول، ظلت العلاقة الوقائية للقهوة قائمة.

ويُعتقد أن السبب وراء هذه التأثيرات الوقائية للقهوة هو دور الكافيين في حماية الخلايا العصبية في الدماغ. فالكافيين يُحفز إفراز الدوبامين، وهو ناقل عصبي يلعب دورًا هامًا في التحكم في الحركة.

ويُصاب الأشخاص بمرض باركنسون نتيجة لانخفاض الدوبامين في الدماغ بسبب فقدان الخلايا العصبية في منطقة المادة السوداء. وتشير الدراسة إلى أن الكافيين قد يساعد في حماية الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين من التلف.

ومع ذلك، يُؤكد الباحثون على الحاجة إلى المزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج وفهم الآليات الكامنة وراء التأثير الوقائي للقهوة على مرض باركنسون. وتُعد هذه الدراسة إضافة هامة إلى الأبحاث التي تُشير إلى فوائد القهوة الصحية.

فقد أظهرت دراسات سابقة أن شرب القهوة بانتظام قد يُقلل من خطر الإصابة بأمراض أخرى، مثل أمراض القلب والسكري من النوع الثاني وأنواع معينة من السرطان.

وبشكل عام، تُشير هذه الدراسات إلى أن شرب القهوة باعتدال قد يكون له فوائد صحية متعددة، بما في ذلك تقليل خطر الإصابة بمرض باركنسون.


المصدر : Transparency News