يبدأ عادل إمام مسرحيته "الزعيم"، ومعه مجموعة من الممثلين يرتدون زيًا موحدًا، يتجمعون حوله، ثم يجلس على كرسي مرتفع ويهتف "أنا الزعيم". يعكس هذا المشهد دور جبران باسيل في السعي لتحقيق مكانة الزعيم، وتحويل التيّار الوطني الحر إلى حزب يعتمد على توحيد الرؤى والأفكار حول شخصه.


يُدرك جبران باسيل، رئيس التيّار الوطني الحر، بأنّ فرض الزعامة يتطلب عوامل وخطوات محددة. من هذه الخطوات، تكريس الزعامة في حضور الرئيس ميشال عون، وتعديلات على النظام الداخلي للحزب، وإقصاء الأصوات المعارضة. تجاوزًا لهذه الخطوات، اتخذ باسيل قرارًا جديدًا بتحديد حدّ أدنى للمشاركة في اجتماعات المجلس السياسي والهيئة السياسية ومجالس الأقضية، بهدف تقوية قبضته على الحزب وتثبيت سلطته الداخلية.

من جهة أخرى، طُرحت فكرة استبعاد النوّاب من الترشيحات النيابية بعد إكمال ثلاث دورات، لكن تم استبعاد هذا الاقتراح بسبب تأثيره المحتمل على باسيل نفسه. وبدلاً من ذلك، تم تشكيل لجنة سيختارها باسيل شخصيًا، لتقوم بتقييم واختيار المرشحين بدلًا من الانتخابات التمهيدية، مما يعزز سلطته في اتخاذ القرارات الحزبية. وتجدر الإشارة هنا الى أنّ باسيل سبق أن تغنّى مراراً بتجربة الانتخابات الداخليّة التمهيديّة التي كانت تميّز التيّار، من هذه الناحية، عن الأحزاب الأخرى قبل أن يلتحق بها ويقضي على أحد مظاهر الديمقراطيّة. 

ومن المؤكّد أنّ لجنة باسيل المستحدثة ستكون نسخةً عن مجلس الحكماء الذي اختير من شخصيّاتٍ تتبع "عالعمياني"، ومن دون حكمة بالتأكيد، لعون وباسيل، علماً أنّ الإثنين يوزّعان الأدوار فيُصدر عون، مع الحكماء ، التوصية ويحفظها باسيل كورقة ضغط يستخدمها في التوقيت الذي يراه مناسباً.

وهكذا، تتحوّل هيئات التيّار الوطني الحر الى هيئاتٍ استشاريّة فولكلوريّة تقترح ولا تقرّر، حتى أنّ اقتراحاتها تأتي غالباً بإيحاءٍ من رئيس التيّار.

هذه المرحلة الانتقالية في التيّار الوطني الحر تشهد قرارات فصل واستقالات، وذلك كردة فعل على تغيير الهوية الحزبية واستهداف أولئك الذين يملكون حيثيّات خاصّة داخل التيار.

 

 


المصدر : وكالات