في خضم تصاعد التوترات الدولية، انتقد الكرملين تصريحات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، ينس ستولتنبرغ، الذي اقترح السماح لأوكرانيا بشن هجمات داخل العمق الروسي باستخدام أسلحة غربية. وجاء هذا الانتقاد الحاد قبل أيام قليلة من اجتماع حاسم للحلف، مما يبرز الخلافات العميقة بين روسيا والناتو ويزيد من حدة المواجهة القائمة بين الجانبين.


انتقد الكرملين اليوم الاثنين تصريحات الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، التي اقترح فيها السماح لأوكرانيا بشن هجمات داخل العمق الروسي باستخدام أسلحة غربية. واعتبر الكرملين أن هذا الاقتراح يمثل مواجهة مباشرة بين الحلف وروسيا.

صرح ستولتنبرغ لمجلة «إيكونوميست» بأن على الدول الأعضاء في الناتو، التي تزود كييف بالأسلحة، أن تتوقف عن فرض قيود على استخدامها في ضرب أهداف عسكرية داخل روسيا. ورد دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، على هذه التصريحات في مقابلة مع صحيفة «إزفيستيا» الروسية، قائلاً: "يزيد حلف شمال الأطلسي من درجة التصعيد"، مضيفًا أن الحلف "يمزح بالخطاب العسكري ويسقط في النشوة العسكرية". وأكد بيسكوف أن الجيش الروسي يعرف ما ينبغي فعله في هذا السياق.

وعند سؤاله عما إذا كان الحلف يقترب من مواجهة مباشرة مع روسيا، أجاب بيسكوف: "هم لا يقتربون، هم في غمار ذلك". ويعزز هذا التصريح موقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي حذر مرارًا الغرب من مخاطر نشوب حرب عالمية ثالثة نتيجة الصراع في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن أي صراع مباشر بين روسيا والناتو سيضع العالم على حافة كارثة نووية.

ويؤكد المسؤولون الروس أن الهجمات الأوكرانية داخل العمق الروسي تعتبر تصعيدًا خطيرًا، بما في ذلك الهجمات على مناطق مدنية وأجزاء من الدفاعات النووية الروسية. ويأتي ذلك في ظل توتر غير مسبوق في العلاقات بين روسيا والغرب منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وهو توتر تفاقم بعد الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، الذي أدى إلى انهيار كبير في العلاقات بين الجانبين.

وفي السياق نفسه، أكدت الولايات المتحدة مرارًا أنها لا تشجع أوكرانيا على تنفيذ هجمات داخل روسيا، رغم أن كييف تضغط بقوة من أجل الحصول على مثل هذه الصلاحيات. ووفقًا لمجلة «إيكونوميست»، فإن تصريحات ستولتنبرغ تهدف بوضوح إلى الضغط على الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يعارض استخدام أوكرانيا للأسلحة الأميركية في الهجمات داخل روسيا.

هذا التصعيد الكلامي يأتي في وقت حساس، حيث تتقدم القوات الروسية على امتداد خط المواجهة في أوكرانيا. ويرى المحللون أن مثل هذه التصريحات قد تزيد من تعقيد الوضع العسكري والسياسي في المنطقة، وتدفع نحو مزيد من التصعيد في الصراع الذي بات يهدد الاستقرار العالمي.


المصدر : Transparency News