في الوقت الراهن، يُظهر الرئيس الأميركي جو بايدن تصاعداً في غضبه تجاه وسائل الإعلام، حيث يتزايد عدم رضاه على تغطية الصحافة للأحداث السياسية والانتخابية الحالية.


في الأشهر الأخيرة، أظهر الرئيس الأميركي جو بايدن غضباً متزايداً تجاه وسائل الإعلام، حيث كثف من ملاحظاته اللاذعة وانتقاداته للصحافيين. يأتي هذا في وقت حساس من الحملة الانتخابية، حيث يواجه بايدن منافسة قوية من الرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات المقررة في نوفمبر المقبل.

مؤخراً، أثار بايدن جدلاً عندما رد على مراسل سأله ببساطة عن كيفية قضائه ليومه قائلاً: «صليت من أجلكم جميعاً، أنتم بحاجة للمساعدة». وفي مؤتمر صحافي مع نظيره الكيني ويليام روتو، أبدى بايدن استياءه من الصحافيين قائلاً: «أنتم لا تلتزمون بكلمتكم أبداً»، وذلك بعدما طُلب منه التعليق على الوضع في هايتي والحرب في غزة، رغم أنه أعلن سابقاً أنه سيجيب على سؤال واحد فقط.

ويعبر فريق بايدن الانتخابي عن استيائه من وسائل الإعلام لاعتبارها تهوّن من خطر ترامب على الديمقراطية وتركز على سن بايدن بدلاً من إنجازاته الاقتصادية. لم يقتصر الهجوم على الإعلام المحافظ، بل شمل أيضاً صحيفة «نيويورك تايمز» التي يُنظر إليها عادةً على أنها من يسار الوسط. وانتقد متحدث باسم حملة بايدن الصحيفة بعد أن شككت في بعض تأكيدات الرئيس بشأن الاقتصاد، قائلاً: «من يغض الطرف عن أكاذيب ترامب؟ نيويورك تايمز!».

في المقابل، يتجنب بايدن الإعلام، حيث يعقد عدداً قليلاً من المؤتمرات الصحافية الكبرى ونادراً ما يجري مقابلات. وعلى عكس ترامب الذي يقترب من أي منصة للحديث، يبتعد بايدن عنها، ويكتفي بالإجابة على عدد محدود من الأسئلة قبل مغادرته البيت الأبيض.

يأتي هذا التوتر مع وسائل الإعلام في ظل استطلاعات رأي غير مشجعة لبايدن. رغم أن نيات التصويت العامة لا تشير إلى تفوق واضح لترامب، إلا أن الاستطلاعات تظهر صعوبة موقف بايدن في الولايات المتأرجحة الحاسمة. يعبر الرئيس عن شكوكه في دقة هذه الاستطلاعات، مشيراً إلى صعوبة إجراء استطلاعات رأي دقيقة في الوقت الحالي. ومع ذلك، يحاول بايدن البحث عن إشارات إيجابية، ويؤكد لمؤيديه أن الديناميكيات السياسية تصب في صالحه.

من ناحية أخرى، يبقى بعض الاستراتيجيين الديمقراطيين متفائلين بشأن فرص بايدن. على سبيل المثال، قال سايمون روزنبرغ، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي، في مقابلة مع مجلة «نيويوركر»، إن ترامب لم يضمن حتى الآن الحصول على 270 ناخباً، وهو العدد اللازم للفوز في الانتخابات.

في ظل تراجع تأثير وسائل الإعلام التقليدية على الناخبين، أظهرت دراسة أجرتها جامعة ميريلاند أن 14% من الأميركيين يحصلون على معلوماتهم من مصادر غير تقليدية مثل الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. وجاءت قناة «فوكس نيوز» المفضلة لليمين في الصدارة، تليها قنوات التلفزيون المحلية و«سي إن إن» و«فيسبوك»، بينما تراجعت الصحافة المكتوبة مثل «نيويورك تايمز» إلى مراتب متأخرة.

في هذا السياق المتوتر، يستمر بايدن في مواجهة الإعلام بأسلوبه الحاد، محاولاً التركيز على إنجازاته وتجاهل الانتقادات المتعلقة بسنه وأدائه. ومع اقتراب الانتخابات، يبقى السؤال مفتوحاً حول تأثير هذه الاستراتيجية على فرصه في البقاء في البيت الأبيض.


المصدر : Transparency News