في تصعيد جديد للأزمة المتفاقمة في غزة، استهدفت غارات إسرائيلية مخيمات النازحين في منطقة المواصي برفح، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 20 شخصًا. تأتي هذه الأحداث بعد سلسلة من الهجمات المتواصلة التي تسببت في مقتل العشرات وإصابة العديد، وسط معارضة دولية ومطالبات بوقف فوري للعمليات العسكرية لحماية المدنيين الأبرياء.


أفاد مراسل "سكاي نيوز عربية" يوم الثلاثاء باستشهاد أكثر من 20 شخصًا في قصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين في منطقة المواصي برفح. وكانت السلطات الصحية في غزة قد أعلنت في البداية استشهاد 7 فلسطينيين على الأقل في هذا الهجوم.

تأتي هذه الضربات في إطار العملية البرية التي أطلقتها إسرائيل في رفح أوائل مايو، رغم المعارضة الدولية الواسعة والمخاوف بشأن سلامة المدنيين الذين يحتمون هناك. وقد اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بوقوع "خطأ مأساوي" بعدما أسفرت غارة إسرائيلية في مدينة رفح جنوب غزة عن مقتل أكثر من 45 شخصًا ليل الأحد.

وقال نتنياهو يوم الإثنين: "في رفح، قمنا بإجلاء نحو مليون مدني، وعلى الرغم من جهودنا القصوى لعدم إلحاق الضرر بالمدنيين الأبرياء، وقع الليلة الماضية خطأ مأساوي. نحن نحقق في الحادث وسنتوصل إلى نتيجة لأن هذه هي سياستنا".

وأصيب العشرات في ضربات جوية إسرائيلية جديدة على منطقة خيام تؤوي نازحين غربي رفح، الثلاثاء. وذكر مسعفون وسكان أن الضربات الإسرائيلية الجديدة استهدفت خيامًا لأسر نازحة في المواصي. كما أفادت وسائل إعلام تابعة لحركة حماس بأن عدد القتلى بلغ 20 وما يزال مرشحًا للارتفاع.

وصف مستشار الرئيس الفلسطيني الضربات الإسرائيلية الجديدة على رفح بأنها "مجزرة"، ودعا في تصريحه لوكالة رويترز إلى "تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية".

تشهد منطقة رفح توترًا متصاعدًا منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية، حيث تزايدت الهجمات الجوية التي تستهدف المدنيين. هذا الوضع أثار استياءً دوليًا كبيرًا ودعوات لوقف الأعمال العدائية فورًا وحماية المدنيين. وتواجه إسرائيل انتقادات لاذعة من المجتمع الدولي الذي يطالب بضبط النفس واحترام حقوق الإنسان والقوانين الدولية.

وفي سياق متصل، تواصلت الاحتجاجات والبيانات الدولية المنددة بالهجمات الإسرائيلية، حيث دعت العديد من المنظمات الحقوقية إلى إجراء تحقيقات دولية مستقلة لتحديد المسؤوليات ومعاقبة الجناة. وأكدت هذه المنظمات ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين في غزة ورفع الحصار المفروض على القطاع للسماح بوصول الإمدادات الضرورية والإغاثية.

تجدر الإشارة إلى أن التصعيد الأخير جاء في وقت حساس للغاية، حيث كانت هناك جهود دبلوماسية مكثفة لتهدئة الوضع والتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الطرفين. إلا أن هذه الجهود لم تسفر عن نتائج ملموسة حتى الآن، مما يزيد من تعقيد الأوضاع ويعمق الأزمة الإنسانية في المنطقة.

ختامًا، تبقى الأوضاع في رفح مرشحة لمزيد من التدهور إذا لم يتم اتخاذ خطوات جادة لوقف التصعيد وحماية المدنيين، حيث تستمر المعاناة وسط دعوات متزايدة من المجتمع الدولي لإنهاء العنف والبحث عن حلول سلمية للصراع المستمر.


المصدر : سكاي نيوز عربية + وكالات