أعلن البيت الأبيض مواصلة مراقبته للتطورات الحالية في رفح، حيث أكد على ضرورة فهم الوضع بدقة وتحذيرات من أي تصعيد قد يؤدي إلى تغيير في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل.


كشف البيت الأبيض عن التعريف الأكثر اكتمالاً حتى الآن لما يعتبره "عملية برية كبيرة" في رفح، محذراً من أن مثل هذه العملية قد تؤدي إلى تغيير في سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل. وأوضح جون كيربي، المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض، خلال مؤتمر صحفي، أن تصرفات إسرائيل في رفح لم تصل بعد إلى مستوى العملية البرية الكبيرة. وأكد كيربي قائلاً: "لم نرهم يقتحمون رفح بوحدات كبيرة وأعداد كبيرة من القوات في تشكيلات مناورة منسقة ضد أهداف متعددة على الأرض. هذه هي العملية البرية الكبيرة. لم نر ذلك".

يأتي هذا في ظل استمرار الهجوم الإسرائيلي على رفح منذ ثلاثة أسابيع، والذي أثار غضباً وتنديداً دولياً بعد غارة جوية أسفرت عن مقتل 45 شخصاً على الأقل في مخيم بغرب المدينة. وذكرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن الكثيرين نزحوا من رفح منذ بداية الهجوم.

وقد حذرت إدارة بايدن إسرائيل مراراً من شن هجوم عسكري واسع النطاق في رفح، وهي مدينة في جنوب غزة مكتظة بالنازحين الذين تبعوا أوامر إسرائيل السابقة بالإخلاء إلى هناك. وحذر الرئيس جو بايدن علناً هذا الشهر من أن الولايات المتحدة ستتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلحة إذا قامت القوات الإسرائيلية باجتياح بري كبير دون خطة ذات مصداقية لحماية المدنيين.

وطلبت إسرائيل من نحو مليون مدني فلسطيني النزوح إلى منطقة المواصي عندما بدأت هجومها البري في رفح في أوائل مايو. وأكد كيربي أن القوات الإسرائيلية تتحرك على طول ما يسمى "ممر فيلادلفيا" الذي يقع على مشارف المدينة، وليس داخل حدودها. وقال: "لم نر عملية برية كبيرة، والدبابات تتحرك على طول الممر الذي أبلغونا مسبقاً أنهم سيستخدمونه على مشارف البلدة للضغط على حماس".

أمرت محكمة العدل الدولية الأسبوع الماضي إسرائيل بوقف هجومها العسكري على رفح فوراً في حكم طارئ تاريخي بقضية رفعتها جنوب أفريقيا، متهمة إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية. ورداً على ذلك، قالت إسرائيل إنها استهدفت اثنين من كبار عناصر حماس خلال غارة يوم الأحد، ولم تكن تنوي التسبب في خسائر بين المدنيين.

وفي هذا السياق، قال كيربي: "لا أعرف كيف يمكن لأي شخص أن يشكك في أنهم كانوا يحاولون ملاحقة حماس بطريقة دقيقة ومحددة"، مضيفاً أن الولايات المتحدة ستنتظر نتائج التحقيق الإسرائيلي في الواقعة.

يُذكر أن الولايات المتحدة هي أكبر مورد للأسلحة إلى إسرائيل، وقد سرعت عمليات نقل الأسلحة بعد الهجمات التي قادتها حركة حماس في السابع من أكتوبر. وكان معبر رفح نقطة دخول رئيسية للمساعدات الإنسانية قبل أن تكثف إسرائيل هجومها العسكري وتسيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر.

وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة بأن أكثر من 36 ألف فلسطيني قتلوا في الهجوم الإسرائيلي حتى الآن. وشنّت إسرائيل حربها الجوية والبرية على القطاع بعد أن هاجم مسلحون بقيادة حماس تجمعات سكنية في جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.


المصدر : Transparency News